ويتكوف يفشل في لي ذراع المقاومة الفلسطينة، وحكومة الإحتلال في مفترق طرق
يكتبها : محمد علي الحريشي
حبال الكذب قصيرة، وخيوط الخداع والمكر واهية، مبادرة ممثل الإدارة الأمريكية متعدد المهام والوجوه «ويتكوف»، تصطدم بالموقف القوي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس»، في ردها على مبادرة «ويتكوف» المعدلة، لعمل هدنة قصيرة الأجل في غزة، تؤمن بالمقام الأول إطلاق دفعة من الأسرى اليهود الأحياء والجثث المقتولة إلى ذويهم داخل كيان الإحتلال، حتى يطمأن الشارع الصهيوني الغاضب من إستمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة، الذي. مبادرة المبعوث الأمريكي «ويتكوف» تم صياغتها وبما تحقق مطالب حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، في إطلاق عدد من الأسرى والجثث الصهيونية من غزة، وتهدأة الشارع الصهيوني الغاضب من تصرفات حكومته، وبالتالي الحفاظ على الإئتلاف الحكومي الصهيوني اليميني المتطرف، لأن «حزب الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، وبجانبه حزب يميني آخر أشد تطرفاً ربما هو « حزب إسرائيل بيتنا» اللذان يقودهما الإرهبيان الصهيونيان « بن غفير»«وسموتريتيش»،هذان الحزبان يشترطان في بقاءهما داخل حكومية «ناتنياهو» الصهيونية، عدم وقف الحرب في غزة حتى يتم القضاء بشكل تام على قوى المقاومة الفلسطينة، وتنفيذ مخططات التهجير، وضم قطاع غزة إلى دولة «إسرائيل»، لأن خروج الحزبين المتطرفين من حكومة المجرم «ناتن ياهو»، سوف ينتج عنه إنهيار الإئتلاف الحكومي الصهيوني،هذا الذي يصارع من أجله المجرم «ناتنياهو»، ويناور ويستمر بالولوغ في دماء الشعب الفلسطيني ويستمر في حرب الإبادة الجماعية بغزة.
مبادرة المبعوث الأمريكي «ويتكوف»، بنيت على الإعتبارات التي تخدم حكومة المجرم «ناتنياهو»، فهي بنيت في داخل أروقة المخابرات الأمريكية والصهيونية وبناء على عدد من المقدمات والأفعال، التي ينتج عنها قبول وإخضاع المقاومة الفلسطينة بالمبادرة من دون نقاش، مهدت أمريكا وحكومة الإحتلال الصهيوني، بالحرب المدمرة على قطاع غزة من شهر مارس/أذار الماضي، وفرض الحصار والتجويع، ومنع دخول أية مساعدات إغاثية إلى سكان غزة، حتى الوصول إلى مرحلة نفاذ الأغذية ودخول الشعب الفلسطيني في مرحلة الموت جوعاً، كانت التوقعات الأمريكية والصهيونية، أنه تحت وقع تلك المجازر البشعة، والتجويع الممنهج، سوف تقبل المقاومة الفلسطينة بأية مبادرات، تأتي من أمريكا أو تأتي من أية جهات أخرى، وذلك لإخضاع المقاومة الفلسطينة، وفرض الإستسلام وبعد ذلك تنفيذ مشاريع التهجير .
من الملاحظ أن حكومة الكيان الصهيوني قبلت بالمبادرة الأمريكية، من قبل أن تقبل بها حركة حماس، وتلك سابقة تثير الإنتباه والدهشة والتسؤالات، لأنه من المعروف، أن موافقة الحكومة الصهيونية على أية مبادرات لوقف إطلاق نار، أو هدنة مع حماس، تأتي بعد أن توافق حماس على المبادرة، وبعد أن يوافق ممثلوا حماس، تأخذ الحكومة الصهيونية بالمناورة، وتحاول إدخال تعديلات على المبادرة حتى بعد موافقة حماس عليها، وتدخل في مناورات ولف ودوران، وتتخذ شتى وسائل المماطلة، وفي الأخير تعلن الحكومة الصهيونية على موافقتها على المبادرة، هذا الذي يعرفه الجميع عن مكر وخداع الحكومات الصهيونية المتعاقبة منذ إحتلالهم لفلسطين عام 1948،فهي تتراجع عن مواقفها وتقضها في أي وقت تشاء، وتعمل على إختلاق الأسباب، التي تبر من خلالها نقضها للعهود وتراجعها عن المواقف. فكيف هذه المرة أعلنت الحكومة الصهيونية الموافقة على مبادرة المبعوث الأمريكي «ويتكوف»، من قبل أن توافق عليها حماس؟ هذا أمرغريب ومثير للشكوك، معنى ذلك أن المبادرة الأمريكية التي قدمها المبعوث الأمريكي، ماهي إلا صك إستسلام ووثيقة توقع عليها حماس، بقبول كل الشروط والإملآت الأمريكية والصهيونية على أبناء غزة وعلى حركات المقاومة الفلسطينة وعلى رأسها حماس.
المبادرة لاتنص على وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ولاتنص على سحب القوات الصهيونية من قطاع غزة، ولاتنص على تدفق المساعدات الإغاثية على قطاع غزة، الأمريكي والصهيوني بنوا المبادرة على توقعات وحسابات تخدم العدو الصهيوني، وهي «انه تحت وقع القصف الشديد والتدمير الكبير والقتل الجماعي والتجويع الشديد، سوف تقبل المقاومة الفلسطينة بأي مبادرة، لوقف العدوان من دون شروط»، أي كالمستجير من الرمضاء بالناري ويقبل بأي حبل نجاة يقدم، لماذا تجاهلت امريكا الوساطة المصرية والقطرية وتجاوزتها في مبادرة ويتكوف؟،. على الرغم إن مشروع الوساطة المصرية القطرية، يسير وفق رغبة ودفع وتشجيع أمريكي، لأنه من المعروف أنه من المستحيل نجاج الوساطة المصرية القطرية من دون موافقة أمريكية.
لكن الصدمة أصابت الأمريكي والصهيوني، وأصابت المراقبين في العالم أجمع من رد حماس الرافض لمشروع المبادرة الأمريكية،كانت الملاحظات التي أرفقت بها حماس في ردها على المبادرة الأمريكية، هي رفض لصيغة ونص ماقدمه ويتكوف، لذلك كان الرد الصادم على ويتكوف، الذي صرح برفض رد حماس بشكل بات، لأن رد حماس هدم كل المشروع التآمري الأمريكي والصهيوني، الذي توقع قبول غير مشروط من حماس، لأي مبادرة توقف العدوان وتدخل الغذاء على الجوعى والمحاصرين في غزة.
هناك عوامل كثيرة بني عليها الموقف الفلسطيني الرافض لمبادرة «ويتكوف»، منها: الخطورة الشديدة على الشعب الفلسطيني في حال موافقة على مبادرة ليس فيها ضمانات بوقف العدوان وخروج الجنود الصهاينة من قطاع غزة،ودخول الغذاء إلى المحاصرين في غزة، وقيام الحكومة الصهيونية بإسئناف العدوان في أي وقت تشاء. بكل إختصار؛ كانت الحكومة الصهيونية تريد هدنة يطلق فيها حماس الأسرى الصهاينة، وبعد ذلك يعود العدوان والحرب على غزة من جديد، هذا ماتريده الحكومة الصهيونية، والإدارة الأمريكية، والأنظمة الخليجية. لكن كان لحماس حساباتها،وكان لكل من الإدارة الأمريكية وحكومة العدو الصهيوني والأنظمة الخليجية «السعودية والإمارات وقطر» حساباتهم، نلاحظ تقديم أمريكا مقترحاً جديداً إلى إيران، بواسطة وزير الخارجية العماني، الذي ذهب بالمقترح الأمريكي الجديد عن البرنامج النووي الإيراني إلى طهران، وهو مقترح يخدم حكومة الكيان الصهيوني ويلبي تخوفاتها بإنهاء البرنامج النووي الإيراني بشكل كلي، المقترح الأمريكي، هو وقف تخصيب اليورانيوم بشكل تام داخل ايران، نلاحظ إن المقترح الأمريكي، تزامن في وقت واحد مع تسليم مبادرة ويتكوف لحماس، ماسر ذلك التزامن؟. كانت التوقعات الأمريكية والصهيونية، إن حماس سوف تقبل بالمبادرة الأمريكية من دون شروط، الأمريكي والصهيوني بنوا حساباتهم وتوقعاتهم على إفتراض قبول حماس بالمبادرة، وبعد ذلك سوف تتفرغ أمريكيا وحكومة الإحتلال الصهيوني، لممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية، ليلبوا المطالب الأمريكية وتستجيب إيران بسرعة، إيران تفهم اللعبة الأمريكية ومستوعبة لها، لكن الرد جاء من حماس برفض مبادرة ويتكوف، من هناك سقط المقترح الأمريكي بشكل مباشر، مع سقوط المبادرة الأمريكية في غزة، من هو الخاسر؟.
الخاسرون هم أمريكا والكيان الصهيوني والأنظمة الخليجية، «السعودية والإمارات وقطر». فمن التصريحات الأولية للحكومة الإيرانية يتضح أن القيادة الإيرانية، حددت موقفها من الرساله الأمريكية بالرفض، سوف تتراجع أمريكا عن مقترحها، وترجع إلى مواصلة الإطار التفاوضي المعتاد مع إيران، لكن لو وافقت حماس على المبادرة الأمريكية، فسوف يكون لأمريكا موقف مختلف مع إيران.
اليمن كان حاضراً بقوة في إفشال تمرير مبادرة المبعوث الأمريكي على الشعب الفلسطيني، ومارس الضغط العسكرية، بإرسال مزيد من الصواريخ الفرت صوتية صوب مطار اللد «بن غوريون» في فلسطين المحتلة، وإرسال الطيران المسير على المنشاءات الصهيونية، وفي وقت تقديم مبادرة ويتكوف إلى حماس، أعلنت القيادة اليمنية في صنعاء، قرب دخولها في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري ضد الكيان الصهيوني، وأعلنت عن دخول منظومات دفاعية جديدة، كفيلة بمواجهة أحدث الطائرات الحربية الصهيونية، مثل (F35 )، واعلنت حضراً جوياً على طول أجواء البحر الأحمر في مسار الطائرات الحربية الصهيونية، وأصدرت تحذيرات جديدة للشركات الإستثمارية العالمية داخل كيان العدو الصهيوني، بسرعة إخلاءها وخروجها من فلسطين المحتلة، كل ذلك جاء متزامن مع تقديم «ويتكوف» مبادرته الصهيونية لحماس، المواقف التصعيدية اليمنية،كان جانب منها موجه لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس»، وهي التي شجعت المقاومة الفلسطينة على رفض المبادرة الأمريكية، هذا يثبت وحدة الساحات لدول محور المقاومة، وإدارتهم للمعركة مع العدو الأمريكي والصهيونية من غرفة عمليات موحدة، رغم ماحدث في سوريا ولبنان، من تغيرات سياسية وعسكرية مؤلمة، ظن العدو الأمريكي والصهيونية أنهم قد قضوا على النصف من قوى محور المقاومة، ولم يبق غير اليمن وإيران، وسوف يأتي عليهما الدور لاحقاً، لتحييدهما بأي شكل من الأشكال.
زر الذهاب إلى الأعلى