جرائم الحرب في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية
فتحي الذاري
تتصدر الأحداث الحالية في قطاع غزة مشهدًا مأساويًا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، حيث تتواصل عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري، في ظل تدمير شامل لكل مقومات الحياة. تفرض هذه الجرائم واقعًا إنسانيًا متدهورًا، يعاني فيه الشعب الفلسطيني من أشد أنواع المعاناة، بينما تتصاعد موجات النزوح القسري، ويفقد العديد من السكان أرواحهم ومنازلهم وسبل عيشهم، وسط صمت وتخاذل المجتمع العربي والدولي.
ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية واضحة تندرج ضمن أساليب التطهير العرقي الممنهج، حيث تستهدف تدمير حياة الفلسطينيين بشكل ممنهج ومبادر من قبل مؤسسات الدول الاحتلالية، بمصادرة الأراضي، وتدمير المنازل، والاعتداء على المدنيين بشكل متعمد، ما يحيل غزة إلى ساحة لمجازر لا تتوقف، والمطلوب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
يُرغم الاحتلال الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، عبر عمليات القصف العشوائي والمنهج، التي تستهدف أحياء سكنية وأسواقًا ومساجد ومستشفيات، مما يدفع آلاف العائلات إلى النزوح القسري، والبحث عن مناطق آمنة، رغم قساوة الطرق التي يسلكونها، وما يرافق ذلك من معاناة هائلة، وافتقار شديد للمساعدات الإنسانيةومنع كيان الاحتلال الإسرائيلي دخول اي مساعدات إنسانية إليهم ، ووسط حالات فقدان الأمل وترحيل أرواح لأسباب يمكن تفاديها لو توفر الضمير الإنساني والأخلاقي.
تفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مع زيادة سرعة التصعيد، وتدمير البنى التحتية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وقلّة المستلزمات الطبية، مما يهدد حياة الملايين، ويصيب القطاع بأزمة صحية وبيئية خطيرة، يعاني خلالها المدنيون من الجوع، والأمراض، والاحتجاز في مناطق القصف والاشتباكات، في ظل محاولة إنقاذ ما تبقى من حياة، بينما يقف المجتمع الدولي عاجزًا أو متواطئًا أحيانًا عن تقديم الحد الأدنى من المساعدات اللازمة.
رغم فداحة المعاناة، يظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بإيمانه بعدالة قضيته، وثقة بوعد الله الذي نصّر المستضعفين، وأن النصر قريب رغم التحديات الهائلة، ورغم تآمر بعض الأنظمة العربية والإسلامية على قضيته، وتخاذل المجتمع الدولي، يظل الفلسطينيون مجاهدين على أرضهم، صامدين على إيمانهم بحقوقهم، مدافعين عن أرضهم، معبرين عن تشبتهم بحرية واستقلال وطنهم رغم الظلام الدامس والحصار المستمر.للأسف، يظهر المجتمع العربي والإسلامي والعالم في بعض مواقفه عبر عن تنديد لفظي فقط، تجاه الجرائم المرتكبة، دون خطوات عملية فعالة لوقف المجازر وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وهو ما يوضح تهاونًا كبيرًا تجاه مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية، ويكشف عن ازدواجية في المواقف، تُمكن الاحتلال من الاستمرار في جرائمه دون رادع.إن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تعد انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وتحديًا صارخًا للمبادئ الدولية، أمام أعين العالم الصامت أو المتفرج. فكما يؤمن الفلسطينيون بوعد الله، يترقبون وقفة إنسانية شاملة ومسؤولية حقيقية من أجل إنهاء المأساة، وتحقيق العدالة التي طال انتظارها.إن إسناد الشعب اليمني لغزة الذي أنهك اقتصاد الكيان المحتل وأرهق موارده، يمثل نموذجًا حيًا على قوة الإرادة والصمود في مواجهة الظلم والعدوان. إن دعم اليمن والوقوف إلى جانبه يساهم بشكل فعال في تكوين ضغط دولي يفضي إلى إنهاء المآسي وتثبيت حقوق الشعوب المستضعفة، ومنع تكرار جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة وغيرها من المناطق المحتلة.
وواجب الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم هو أن يتحركوا فورًا لوقف هذه الجرائم، ولحماية المدنيين، وإعادة الحقوق المسلوبة، واستعادة كرامة إنسانية غابت وسط مظلمتي الظلم والعدوان. إن تحقيق العدالة ووقف العدوان يتطلب تضافر جهود جميع الأحرار، وإسناد قضايا العدالة والحق، لتكون رسالة قوية بأن عصر الظلم والاستبداد لن يدوم، وأن اليد الحرة والضمير الحي قادران على تحقيق التغيير والسلام.
الله اكبر الموت لامريكا الموت لإسرائيل اللعنه على اليهود النصر للاسلام
زر الذهاب إلى الأعلى