الرئيسيةالمقالات

ذكرى إستشهاد السيد حسن في قلوب العالم والإنسانية

ذكرى إستشهاد السيد حسن في قلوب العالم والإنسانية

بشرى المؤيد

تختنق الكلمات بالحزن و الألم و يقف القلم عاجزا عن التعبير ويحس بصدر وجيع وثقل جاثم على القلب لا يدري كيف ينطق؟ لا يدري ماذا يكتب؟ هل يبكي لفراق “عملاق الأمة” “سيد الأمة” “سيد الإنسانية” “شهيد الإسلام و الإنسانبة”كما قال السيد القائد العلم / عبد الملك الحوثي أم ينهض ويرمم الجراحات ويكمل “النهج القويم” الذي غرس في الأفئدة والعقول “النهج القرآني المحمدي” فهذا الجيل لا يعرف الإنهزام ولا يعرف الخنوع ولا يعرف الإنكسار “فقد ولى زمن الإنهزامات و أتى زمن الإنتصارات” هذا ما قاله سماحة السيد القائد الشهيد /حسن نصرالله.

سيدي حسن نصر الله،
رحمة الله تغشاك و تغشى روحك الطاهرة “الحية”
تصديقا و عملا بقوله تعالى “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” فالإنسان المؤمن يؤمن بكلام الله وأن كلامه حق. وللأمانة يا سيدي كنا في بادئ و ذلك الوقت غير مصدقين و مكذبين ولم تستوعب عقولنا للخبر و ضللنا نكذب ونقول إما و إما و ربما يكون الخبر كذبا كنا نتمنى أن يقول لنا أحد أن هذا الخبر “كذب” وينفي ذلك الخبر المؤلم. كنا نريد أن نسمع من ذلك المسعف الذي نزل ومعه من المسعفين وروى أنه نزع الأكسجين من أنفه وأعطاها لك كي تتنفس أن يقول لنا أنك ما زلت تتنفس وأنك على قيد الحياة و أنك في مكان أمين في مكان ما.

▪︎إنه مؤلم أن تفقد الأمة كشخصك الكريم.
▪︎إنه محزن إن تفقد الإنسانية قلب كقلب إنسانيتك.
▪︎إنها فجيعة حلت بالأمة أن تفقد إنسان عزيز وغالي كمثل شخصك الكريم.
▪︎إنه مؤلم أن تمر أحداث ولا تظهر في التلفاز كي تعقب ،و تشرح، و تطمن، و تشيد، و تهجو، و تنتقد،و ترعب، وتعلي صوتك وتخفضه، والعدو يحلل ، يدقق، يتمحص،ينصت،يستمع يصدق كل كلمة كنت تقولها ،يصدقك أنت ويكذب قادته ؛ لأنك ما قلت شيئا كذبا
▪︎إفتقد العالم قلب كبييييير كقلبك الذي تحمل وصبر وكابد في هذه الحياة علم ،أرشد،طور،غرس،زرع،نصح،عمل،آجتهد، بنى أجيالا وأجيال قلوبهم نشأت على نهج محمدي أصيل قلبه القرآن وعقله القرآن وروحه قرآن. هذه الأجيال لن تنساك يا سيدي و ستسير على نهج دربك فكل الناس “نصر الله”. لقد خرج العالم الإنساني لتشييع جنازتك.

مازلنا وما زالت كل الأجيال تراك المعلم والمرشد والأب الحنون الذي يحن على أولاده يستلهم من الحكم والدروس التي أعطيتها فأنت مدرسة كبيرة يتعلم منها الصغار والكبار و يجعلونك قدوة لهم فأنت ملهمهم و مرشدهم تصحح لهم مسير حياتهم وكيف يجتازون صعوبة هذه الحياة و مشاكلها؟ فكنت أنت القدوة التي توصلهم لشاطئ الأمان.

سيدي الكريم،
إن اليمنيون تعلقوا بك من قبل أن يروك ، منذ أن كانوا صغارا يسمعون من أبائهم وأجدادهم أن هناك بطلا في لبنان يخاف منه الأعداء ويعملون له مليون حساب يقال له “حسن نصر الله” “قمر بني هاشم”. لم يكن في ذلك الوقت إنترنت ثم دخل عالم الإنترنت الذي قرب لنا البعيد ورأيناك وأحببناك و سمعنا خطبك الرنانة وصوتك العالي الواضح الذي يرهب الأعداء و يفلج المنافقين وكلما أردنا شيئا بحثنا و إستمعنا و إستفدنا. اليمنيون أحبوك من مختلف فئاتهم و أصنافهم قد يختلفون في حب شخص لكنهم في حبك إجتمعوا وأتفقوا فكانوا كلهم مجتمعين على حبك وتقديرك و إحترامك إلا من في قلبه مرض.

سيدي نصر الله،
إن لك هيبة ووقار ،وحضور وكاريزما كانت تجعل أعدأئك يرهبون منها ،يخافون من ظلها، يرتعدون من أي حركة تعملها وإصبعك الشريفة التي تعلو محذرة كانت كأنها صاروخ ينطلق فتهز كيانهم و أمنهم وإستقرارهم.
إنهم ما زالوا يقولون أن شبح نصر الله موجود يقاتل مع جنوده فيقذف الرعب في نفوسهم ويتمنون لو أنهم ما عملوا عملتهم الإجرامية فشبحك يلاحقهم في كل مكان. إنهم يرتعبون من ذكر إسمك يخافون من عزيمة وبسالة جنودك، يخافون من إيمانهم و قدرتهم القتالية التي دربتها و غرستها و أسستها فيهم،إنهم يخافون منك حيا وميتا فسبحان من جعل هيبتك تستمر و تعطي رعبا في قلوبهم حتى بعد إستشهادك.

أما اليمنيون فهم لن ينسوك أبدا،يترحمون عليك،يقرأون الفاتحة لنيتك، يذكرونك دائما وأبدا فانت حي ترزق في قلوبهم،يتفاخرون بإشاداتك لهم،ساندتهم حين تجاهلهم وتخلى عنهم العرب و المسلمين فكنت أنت الوحيد من كان معهم، دعمتهم بقوة الكلمات التي كنت تذكرها في كل مناسبة،كنت أول من من كان معهم،كنت لهم خير السند وخير العون بينما كان الآخرون متفرجون لا ينبسون بكلمة وآخرون مساندون للعدوان فسلام الله عليك وعلى روحك الطاهرة الحية في قلوبنا وعقولنا و أرواحنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار