الرئيسيةالمقالات

حكام ..و..ظلام

حكام ..و..ظلام

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي

نيلسون مانديلا قضى 27 سنة في السجن من أجل أن يرى شعبه حراً، بينما السياسي العراقي يقضي 27 دقيقة فقط في اجتماع حزبي من أجل أن يرى حصته أو حصّة حزبه من الوزارات. الفرق بسيط جداً: الأول كان يحلم بدولة، والثاني يحلم بمول تجاري أو برج سكني يضع اسمه عليه.

كاسترو كان يواجه أمريكا.. وساستنا يواجهون “التظاهرات”

فيدل كاسترو حارب الحصار الأميركي لعقود، عاش ببدلة عسكرية واحدة وبقي في ذاكرة شعبه رمزاً للمقاومة. أما سياسيونا فمشكلتهم الكبرى مع “التيار الكهربائي”: ساعة تجي، عشر ساعات تنقطع. وإذا خرج المواطن يصرخ في الشارع، تنهال عليه قوات مكافحة الشغب وكأنها تحرر بغداد من “الاستعمار”.

ميركل تشتري خبز.. وربعنا يشترون ذمم

أنجيلا ميركل كانت تقف في طابور السوبرماركت بلا حمايات ولا سيارات مدرعة. عندنا، السياسي يخرج بموكب أطول من طابور البنزين، وكل سيارة في الموكب تحمل رشاشة أثقل من وزن المواطن نفسه. وإذا فكّر بشراء خبز، فالأغلب يشتري المخبز كله.

أسئلة من نوع “عراقي جداً”

لماذا ما زلنا ننتظر الكهرباء من إيران وتركيا بعد 23 عاماً من “الموازنات الانفجارية”؟

لماذا كل شاب يفتح عيونه صباحاً ليجد أن مستقبله محجوز “لأبناء الذوات”؟

لماذا الحلبوسي يخرج من البرلمان بالتزوير ثم يعود بالتصفيق؟ ولماذا المالكي بعد دورتين يصر أنه لم يبدأ بعد؟ ولماذا السوداني يتحدث عن “الإصلاح” بينما الوزارات تنهار من الفساد مثل سقف مدرسة متهالك؟

الخلاصة

مانديلا علّم شعبه كيف يعيش بكرامة بعد أن عاش خلف القضبان، أما ساستنا فيعلمون شعبهم كيف يعيش خلف المولد الكهربائي.
كاسترو حاصرته أمريكا، بينما نحن تحاصرنا البطالة.
ميركل ودّعت السياسة وذهبت للبيت، أما سياسيونا فلا يودّعون الكرسي إلا إلى القبر، وحتى هناك ربّما يدفنون معه ختم الوزارة.

في النهاية، الفرق واضح: هناك قادة يصنعون أوطاناً، وهنا أوطان تصنع قادة… لكن من نوع “تجربة فاشلة”.

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
مرشح مستقل
قائمة البديل (250)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار