غزّة.. ذاكرةُ تاريخٍ لا يُمحى
✍️ بقلم الشاعرة :
د. أحلام محمد أبو السعود
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
غزّةُ ذاكرةٌ،
وفجرُ تاريخٍ لا يُمحى.
فهي ليستْ جُرحًا فقط،
بل إصرارٌ يُوقِظُ الحَجَر،
وقِصّةٌ تُكتَبُ على صَفَحاتِ الخلودِ
بأقلامِ الأطفالِ والدِّماءِ.
يا غزّةُ،
لستِ مجرّدَ عالقةٍ بينَ الانفجارِ والإعمار،
بل أنتِ المُعلِّمةُ الأولى:
كيفَ يُقرأُ الفجرُ من تحتَ
الرُّكام،
وكيفَ يَحفَظُ البحرُ أسماءَ البيوتِ
ويَرويها للرِّياح،
وكيفَ يَغرِسُ الألمُ جُذورًا
أعمقَ
من المَحوِ والنِّسيان.
قالوا:
نَمحُو معالِمَكِ،
نُسقِطُ حِجارتَكِ،
نَغتالُ صلواتِكِ،
فأجَبتُهم:
يا نَتَن ياهو،
التّاريخُ لا يَرحَمُ غافلًا،
الكُتُبُ تَشهَدُ،
الجُدرانُ تَشهَدُ،
النَّخيلُ والأضرِحةُ تَشهَدُ،
ومهما هَدَمتُم،
يبقى اسمُ غزّةَ
مَحفورًا في صَدرِ السَّماءِ.
تَرى الحُطامَ؟
وأنا أرى الحِكايةَ التي تَنبُتُ
من الحِجارة،
أرى طِفلَةً تُشعِلُ من الحَصى
قَناديلَ فجرٍ جديد،
أرى أمَّهاتٍ يَنسُجنَ الصَّبرَ
كعِباءةٍ تُؤمِّنُ الخلود،
أرى مساجِدَ وكَنائِسَ
تُزهِرُ من رُكامٍ لا يَنكسِر.
أيُّها الطامِسونَ للذّاكرة:
التّاريخُ أقوى من مَطارِقِكم،
ولو دَمَّرتُمُ الحَجَرَ،
يَبقى في الكُتُبِ جِدارٌ لا
يُهدَم،
ولو نَبَشتمُ الأرضَ،
تبقى الألسُنُ تُلقي الحِكايةَ
رَجمًا للنِّسيان.
غزّةُ تُجيب:
أنا قَصيدةٌ عَصيّةٌ على
المَحو،
أنا ذاكرةٌ،
وفجرُ تاريخٍ لا يُمحى،
أنا شَهادةُ كُتُبٍ،
وأمانةُ ذاكرةٍ،
وصَوتُ أجيالٍ،
أنا الفَجرُ
الذي يُولَدُ مِن قلبِ الجِراح.
د. أحلام محمد أبو السعود
غزة /فلسطين 🇵🇸
زر الذهاب إلى الأعلى