العدوان على الجمهورية الإسلامية ترجمة لعداء تأريخي ونوايا مبيتة وجولة ضمن جولات حرب لم تنتهي بعد

العدوان على الجمهورية الإسلامية
ترجمة لعداء تأريخي ونوايا مبيتة وجولة ضمن جولات حرب لم تنتهي بعد
عربي ودولي “بسمار نيوز”
لم تكن الحرب التي شنّها الكيان الصهيوني على إيران، في وقت كانت تجلس فيه على طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وليدة لحظتها، إنما هي ترجمة لعداء طويل وتخطيط أُعدّ له منذ زمن وتخديدا منذ نجاح ثورة الإمام الخميني التي حررت إيران الوصاية الأمريكية، وكان تحرير فلسطين هدفًا من أهدافها، غير معترفة بدولة إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية!!
مايعني ان هذه الحرب ليست فقط للقضاء على البرنامج النووي كما يدّعي ترامب ونتنياهو، إنما هدفها تفكيك النظام الخارج عن إرادة أمريكا وإملاءات الكيان،
وعلى الرغم من تصريحات ترامب بأن الهجوم على المنشآت النووية لن يتم قبل جلسة المفاوضات المحددة حينها ، إلا أن الكيان نفذها ليؤكد ان التصريحات لم تكن إلا مجرد خدعة حاول بها ترامب تخدير القيادة في إيران ليُباغتها النتن بضربة ظنوها قاتلة وأفقدتها القدرة على الرد والردع،
إلا أن إيران، وبعد أقل من عشر ساعات، سرعان ما أحبطت كيدهم، وقيّدت الكثير من العناصر التجسسية التابعة للموساد، وباغتتهم بضربات ردع طالت كل منشآت الكيان العسكرية والاقتصادية، ومظاهر الحياة في إسرائيل وحولت مدنها إلى أعجاز نخل خاوية، وأصبح من فيها يعيشون داخل الملاجئ ليلهم بنهارهم!!
اثنا عشر يومًا ذاق فيها الصهاينة ما أذاقوه لسكان غزة من أوجاع وركام الدمار، لاسيما وقد استطاعت إيران شلّ أنظمة الدفاعات الجوية داخل الكيان، وبات الحديث أنها لن تستطيع مقاومة الصواريخ الإيرانية، ما جعل ترامب يهرع لإنقاذهم بعملية استهداف المنشآت النووية الثلاث: أصفهان، ونطنز، وفوردو، ليُعلن بعدها عن رغبته في السلام مع إيران، زاعمًا أنه يريد أن يجعلها عظيمة.، وأعلن السلام مع إيران، التي ظلّت حتى ما بعد الدقيقة الأخيرة لبدء وقف إطلاق النار تُنزل جحيمها على الكيان، في دلالة قوية على أن عدوانهم عليها لم ينل شيئًا من قوّتها، التي أرغمتهم صاغرين على إنهاء الحرب والعودة إلى المفاوضات…
فهل هذه هي الحرب هي مفتاح للسلام كما يدعي ترامب أم انها الجولة الأولى
وهذا ماسنعرفه من خلال
استطلاع أجريناه مع عدد من المحللين السياسيين والإعلاميين من اليمن ودول المحور، الذين أكّدوا على التالي:
إعداد /دينا الرميمة
بدايةً أوضح العميد حميد عبدالقادر عنتر /مستشار رئاسة الوزراء الكاتب والمُحلل السياسي إنً الغرضَ من العدوانِ على إيران هو تدمير المنشأت النووية الإيرانية وإسقاط النظام الإيراني للتخلث من دول المحور وأي خط مقاوم في وجه قوى الاستكبار،
حمايةً للكيان الصهيوني الذي يعتبر يد امريكا في الشرقِ الأوسط الذي تحلم أمريكا بالسيطرة عليه!!
إيران تنتصر
وأشار عنتر إلى أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها تجربة طويلة بالحروب، وأنَّها دولة تحمل مشروعًا وتحمل فكرًا، بالإضافة إلى كونها دولةً مصنعةً عسكريًا، ولديها مخزون كبير من الصواريخ البالستية الدقيقة والمتطورة، ولذلك استطاعت إدارة المعركة، والصراع بنجاح من خلال سد الفراغ للقيادات الذين تم اغتيالهم من قبل الكيان، والقبض على خلية الجواسيس، واستطاعت الرد بسرعة قياسية.
وذكر عنتر أنَّه خلال ١٢ يوم اطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المئات من الصواريخ البالستية والمسيرات التي دمرت المنشآت الاقتصادية، والقواعد العسكرية ومراكز البحوث، ومبنى الموساد ووزارة الدفاع والمطارات والموانئ وتم تدمير تل أبيب، وميناء حيفا وأصبحت كمدن الأشباح، وأصبحت مدمرة كمدينة غزة التي دمرها الصهاينة، وتم شل القدرات العسكرية للصهاينة.
الكيان وغزة
وأكدَّ العميد عنتر على أنَّ الضرباتِ التي وجَّهتها الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ الموجعةُ قد سببت إرباكًا للكيان الصهيوني، وقد شاهد العالم ملايين الصهاينة يهرعون إلى الملاجئ، وتجرّعوا خلال اثني عشر يومًا الويلات، وتجرّعوا من نفس الكأس الذي أذاقوه أبناء غزة، ولذلك لم نرَ أيَّ إدانةٍ للجمهورية الإسلامية الإيرانية على ما تفعله بهم، بل تُركت لتذيقهم ما أذاقوه غزة.
ويواصل عنتر حديثه قائلًا: ومن منطلق كل ذلك وجدنا كثيرًا من الشعوب خرجت ترفض الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى رأسها الشعب الأمريكي الذي خرج مطالبًا ترامب بعدم التدخّل مع الكيان الصهيوني.
رهانات خاطئة
ونوه العميد عنتر إلى أنَّ ترامب كان يظن أنَّه بمجرد ضرب المنشآت النووية ستنهار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويتم إسقاط النظام، لكنه تفاجأ بأنَّ الضربات الأمريكية لم تؤثّر على المفاعل النووي، ولا على منصات الصواريخ، حيث إنَّ هذا السلاح وُضع في مكان آمن تحت الأرض لا تستطيع أيُّ قوةٍ أن تصل إليه، ولا أن تُدمّر القدرات العسكرية الإيرانية.
بالمقابل، كان الرد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية صاعقًا ومزلزلًا على الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية في الخليج، مما جعل ترامب والكيان الصهيوني يرفعان راية الاستسلام والانبطاح للجمهورية الإسلامية الإيرانية بوقف الحرب.
وأوضح العميد عنتر أنَّ قوى الاستكبار قرأت المشهد قراءة صحيحة على أساس أنه لو استمرّت الضربات الإيرانية على الكيان، فإنَّها ستؤدي إلى تدمير الكيان الصهيوني وإنهاء قدراته العسكرية، وبالتالي نزوح ملايين الصهاينة إلى أوروبا.
كذلك، كان هناك تخوّف من واشنطن من ضرب المصالح الأمريكية، وإغلاق مضيق هرمز، وفرض حصار على قوى الاستكبار.
بين العرب وإيران
وتطرق عنتر إلى دور العرب في دعم غزة مقارنة بإيران حيث قال:
سجّل يا تاريخ أنَّ القادة والزعماء العرب خلال سبعين عامًا، ومنذ وعد بلفور، لم يُطلقوا صاروخًا على إسرائيل، أربعون عامًا وهم يتآمرون على الجمهورية الإسلامية تحت يافطة “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها مشروع توسعي لابتلاع الخليج”، وتارةً تحت عنوان “شيعة روافض”، وتارةً “مجوس”، لكنها لم تكن سوى شعارات صهيونية، كلها كذب ودجل ونفاق، مؤكدًا على أنَّ القادة العرب لا يملكون مشروعًا حقيقيًاإسلاميًا عروبيًا، إنما مشروعهم هو الانبطاح لأعداء الأمة، والتآمر، وقمع شعوبهم.
بينما الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال اثني عشر يومًا مرغت أنوف الصهاينة والأمريكان بالوحل والتراب، وكسرت شوكة الكيان الصهيوني اللقيط، وشوكة الشيطان الأكبر، وداست على كرامتهم وأذلّت كبرياءهم.
ولو استمرت الضربات الإيرانية لمدة شهر، لانتهت إسرائيل إلى الأبد، وهاجر الصهاينة إلى أوروبا من حيث أتَوا، فسلام الله على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
قراءة للقادم
كما أكدَّ العميد حميد عنتر في سياق حديثه على أنَّ المشهد سوف يتغير، وموازين القوى سوف تتغير، وقواعد الاشتباك، وتحالفات جديدة ستكون لصالح الجمهورية الإسلامية ودول المحور، وعلى دول الخليج أنْ تغيّر من سياستها تجاه دول المحور، وتعمل على تقوية تحالفها مع دول المحور، والابتعاد عن قوى الاستكبار بعد أن عجزت عن حماية نفسها؛ فكيف ستحمي دول الخليج؟!
واختتم العميد حميد عنتر حديثه بالقول:
الشيطان الأكبر-أمريكا- وإسرائيل، دائمًا غدّاران وناقضان للعهود والمواثيق، لا أحد يثق بهما، ولا يوجد لديهما مبدأ، ولا قيم، ولا أخلاق، ولذلك، على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألّا تثق بهم، وأن تضع يدها على الزناد تأهّبًا لأيّ لحظة ينقض فيها الصهاينة لاتفاقية وقف إطلاق النار.
سياسيات أمريكا الاستعمارية
فيما أوضحت مديرة تحرير موقع صدى الولاية الاخباري-ماجدة عباس الموسوي- أنّ العدوان على البرنامج النووي السلمي الإيراني هو استمرار للسياسة الاستعمارية والاستكبارية التي تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المجرم؛ لحرمان الدول المستقلة من التقدّم العلمي والتكنولوجي، بالإضافة إلى السيطرة على دول المنطقة، وإبقائها في قبضتها، مستوليةً على مقدّراتها الطبيعية خاصةً في المجال النووي، الذي يُعدّ حقًا مشروعًا تكفله المواثيق الدولية، مثل معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، حيث تمتلك إيران كامل الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.
وتواصل الموسوي قائلةً:
تاريخيًا تعرّضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحملات تضليل، وغزو إعلامي وعسكري تحت ذرائع واهية مثل: “الخطر النووي”، بينما يتغاضى الغرب عن امتلاك الكيان الصهيوني لأسلحة نووية دون رقابة دولية.
وكما أكدّت ماجدة على أنَّ تاريخ 13 يوليو 2025م يُمثّل ذروة المؤامرة، حيث استغلّ الكيان الصهيوني المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا؛ لتنفيذ عدوان خادع، في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة، وإفشال أيّ اتفاق دبلوماسي يحفظ حقوق إيران.
انكشاف أكذوبة التفوق العسكري الإسرائيلي
كما أكدت الموسوي على تمكّن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تحويل نشوة الكيان بالنصر إلى عويل وندم، حيث قالت:
أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرونة استراتيجية وقدرة ردع هائلة حين استخدمت أدوات الضغط المباشر، مثل: التحالفات الإقليمية، وغير المباشر، مثل: الحرب النفسية والإعلامية، لتفويت فرصة النصر الوهمي على الكيان.
وأردفت بالقول: كان الردّ الإيراني متناسبًا ومحسوبًا، مما أجبر الكيان الصهيوني على طلب التدخّل الأمريكي، وهو ما كشف ضعف الكيان أمام استراتيجية الردع المتبادل، وكشف أكذوبة التفوّق العسكري الإسرائيلي، خاصة بعد الضربات الدقيقة التي استهدفت مراكز حسّاسة من قبل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في عمق الكيان المحتل.
واعتبرت الموسوي الهجوم( الأمريكي الاسترضائي والاستعلائي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية) جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وينتهك كل المبادئ الإنسانية، مثل: المادة 56 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف.
تداعيات قصف منشأت ايران النووية
وأوضحت الموسوي اننا إذا أردنا أن ننظر من بعيد، نرى تقويضًا لمصداقية أمريكا التي تضع نفسها أمام الأغبياء مفترضةً أنها وسيط محايد في المفاوضات النووية.
وأضافت: من جهة أخرى هناك توسيع لدائرة المقاومة في المنطقة، حيث أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفاؤها أنَّ أي عدوان سيُواجَه بردّ جماعي.
بالإضافة إلى تصاعد الإدانة الدولية، خاصة من دول العالم الحر، التي ترى في الهجوم انتهاكًا صارخًا للسيادة.
فالعالم الحر، وليس الدول الغربية، التي هي شريك للكيان في دماء الفلسطينيين واللبنانيين، واليوم الإيرانيين، بعد أن كان الغرب المتوحش، والمجرم اليدَ الأساس في خنق المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيضًا، الفشل الأمريكي، حيث إنَّ الضربات لم تحقق هدفها بإنهاء القدرة النووية الإيرانية، بل عززت إصرار طهران على تطوير برنامجها السلمي.
لنجعل إيران عظيمة مجددا
وعلقت الموسوي على تصريح ترامب: “لنجعل إيران عظيمة مجددًا… وإذا كان النظام عاجزًا فلنغيره” بالقول: هذا التصريح يُظهر
النوايا الحقيقية للولايات المتحدة؛ فليس الهدف نزع السلاح النووي، بل إسقاط النظام المستقل الذي يرفض التبعية لأجندتها، والخنوع، والاستسلام، كما يدل على الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، حيث لجأ ترامب إلى الحرب النفسية بعد أن عجزت الضربات عن كسر الإرادة الإيرانية.
ويؤكد أيضًا أن لدى أمريكا ازدواجية في المعايير؛ فمن جهة تتحدث عن عظمة إيران، ومن جهة أخرى تدمّر بنيتها التحتية السلمية، وتفرض عليها عقوبات خانقة منذ عشرات السنين، وتجمّد أصولها البنكية الخارجية، وما إلى ذلك.
إيران تنتزع النصر
وأكدّت المؤسوي على أنَّ الحرب انتهت لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب الآتي:
-الصمود العسكري والأخلاقي:حيث أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها قادرة على تحويل الهزيمة المفترضة إلى انتصار استراتيجي
كشف زيف التحالفات المعادية، فالضربات الأمريكية الإسرائيلية لم تحقق سوى مزيد من الوحدة الإيرانية والإقليمية.
ــ تعزيز الشرعية الدولية: فالعالم يدرك الآن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضحية عدوان غير مبرر، بينما الكيان الصهيوني وأمريكا ينتهكان القانون الدولي بشكل صلف وفاضح ومتكرر.
وترى الموسوي أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستعمل على تعزيز تحالفاتها الإقليمية (مع محور المقاومة) والدولية (مع روسيا والصين، والدول المناهضة للاستعمار الأمريكي)، وأنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في تطوير برنامجها النووي السلمي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم الضغوط، منوهةً إلى أنَّ العزل الدولي لأمريكا وإسرائيل سيزداد بسبب جرائمهما، مما قد يفتح الباب لمحاكمتهما قانونيًا.
واختتمت ماجدة الموسوي حديثها قائلةً: خلاصة القول الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرجت من هذه الحرب أقوى سياسيًا ومعنويًا، بينما خسر الكيان الصهيوني وأمريكا جزءًا كبيرًا من هيبتهما بعد سلسلة الهزائم وتآكُل الردع لدى الكيان على مستويات عدة على الرغم من سياسة الإجرام والتوحش والإرهاب التي تمارس في قطاع غزة منذ أكثر من سنةٍ ونصف من إبادةٍ جماعية، والعدوان الذي فشل في كسر إرادة الشعب الإيراني؛ وسيُسجّل في التاريخ كفصل آخر من فصول المقاومة ضد الاستكبار العالمي.
عدوان مدبر
بدوره المحلل السياسي اللبناني الدكتور إسماعيل النجار بدأ حديثه بالقول: العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس وليد الساعة، ولا هو محض صدفة، لكنه مُدبرٌ ومخطط له بعناية في الغرفة الصهيوأميركية السوداء، والهدف هو إسقاط النظام الإسلامي برمّته، وليس إيقاف المشروع النووي كما يدّعون، والطرفان المعاديان للجمهورية الإسلامية الإيرانية خطّطا، وعملَا لأكثر من ثلاثين عام حتى وصلا إلى هذه اللحظة، ففشلا وخابت آمالهما وظنونهما.
وأردف النجارقائلًا: لقد راهنوا على انقسام الشعب، ودبّت الفوضى في البلاد، فتفاجأوا بوحدة الشعب من كلِّ الأطياف خارج البلاد وداخلها، والكل وقف إلى جانب الحكومة، وخلف الحرس الثوري.
وأوضح النجار: أنَّ الرد الإيراني السريع بعد أقل من عشر ساعات وملء الشواغر في المراكز القيادية بعد اغتيال عدد منها أذهل العالم وقلب الموازين، وجعل المستوطنين يذوقون طعم الحرب الحقيقية، ورؤية الموت والدمار.
لماذا تدخلت أمريكا؟
وعن تدخل أمريكا لإنقاذ الكيان الصهيوني من هذه الحرب يقول النجار: بالنسبة للكيان الصهيوني، فبكل تأكيد أنّ أمريكا أنقذته بتجاوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع وقف إطلاق النار، معتبراً أنّ ذلك أمرٌ مؤسف، موضحا أن لا أحد يدري ما هي الأسباب الحقيقية لقبول إيران بالمقترح، لا سيما وأن النظام الإيراني قويّ وليس عاجزًا، ولكن له-على ما يبدو- حساباته الخاصة التي لم يصرح عنها.
وأختتم الدكتور إسماعيل النجار حديثه معنا بالقول: رؤيتي أنَّ الحرب ستُستأنف، والضربات القادمة على إيران ستكون أضخم وأكبر، وستأتي ضمن تحالف دولي.
عداءتاريخي
وبدورها الكاتبة اللبنانية غنى شريف أوضحت أنَّ العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن طارئًا أو مفاجئًا، بل هو ثمرة عقود من التحريض الأمريكي-الصهيوني ضد طهران، وأن تاريخ 13 يوليو 2025 لم يكن أكثر من لحظة التفجير في سياق طويل من التوترات، خصوصًا مع تنامي النفوذ الإقليمي الإيراني، وتقدم برنامجها النووي بشكل سيادي وعلني.
وأشارت شريف إلى أن ما حصل هو محاولة يائسة لخلط الأوراق، بالتزامن مع مفاوضات كانت تُجرى بين طهران وواشنطن، حيث أرادت إسرائيل توجيه ضربة مزدوجة عسكرية على الأرض، وسياسية في كواليس التفاوض، لكنّ ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان حاسمًا، وأعاد تحديد قواعد الاشتباك.
وأردفت شريف قائلة:ببساطة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واجهت النار بالحكمة، والقصف بالدقّة، والعدوان بالردع، تحركت ببرود الأعصاب، وفاجأت العدو بقدراتها الصاروخية الدقيقة، وضربات الطائرات المُسيّرة التي وصلت إلى عمق فلسطين المحتلة، لم تتصرّف كدولة مستهدفة، بل كقوّة إقليمية تملك قرار الحرب وتتحكّم بمسارها.
من الهجوم إلى الإنهيار
وأكدت غنى على أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية حوّلت الكيان من مهاجم واثق إلى طرف منهار نفسيًا وأمنيًا، يستجدي التدخّل الأميركي العاجل؛ حتى الإعلام العبري بدأ يتحدث عن الخطأ في التقدير، وعن أخطر أيام في تاريخ الدولة، فيما كانت القيادة الإيرانية تتحرّك بثبات وتفرض شروطها.
وفي سياق حديثها لعين الأحداث اعتبرت غنى شريف القصف الأمريكي لمنشآت النووية الإيرانية الاستراتيجية تصعيدًا خطيرًا، لكنه لم يحقق أهدافه العسكرية، ولا السياسية كون إيران كانت مستعدة لهذا الاحتمال، وبالتالي فالمنشآت المتضررة لم تخرج عن الخدمة، بل تم احتواء الأضرار واستثمارها في تعزيز التعبئة الشعبية والسياسية.
انكشاف وهزيمة
وأفادت غنى أنه على المستوى
الإقليمي تسببت الضربات الأمريكية بتوسيع رقعة التوتر، وزادت من غضب الشارع العربي والإسلامي تجاه واشنطن حتى دول الخليج باتت أكثر قلقًا، وظهر الانقسام في الغرب حيال جدوى استمرار التصعيد.
وواصلت غنى حديثها قائلة:
وعلى المستوى الدولي، فقد بدت أمريكا وكأنها فقدت البوصلة، تفاوض، وتضرب في آنٍ واحد، مما أضعف مصداقيتها وأربك حلفاءها الأوروبيين الذين باتوا يدركون أن التصعيد لن يحقق الأمن، بل يوسّع دائرة الخطر.
وحول تصريح ترامب الذي قال فيه: “لنجعل إيران عظيمة مجددًا… وإذا عجز النظام فليُغيّر”.
ذكرت غنى أنَّ ترامب في هذا التصريح جمع بين الاستخفاف والتحريض، حين يدعو لجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عظيمة، فهو يعترف ضمنًا بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت قوة عظمى، لكنه يربط ذلك بتغيير النظام، في استعادة للخطاب الكلاسيكي للهيمنة الأمريكية.
وقد أكدّت غنى على أن هذه التصريحات تعبّر عن خيبة أمل حقيقية، وعن عجز أدوات الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي عن تغيير الواقع.
وواصلت غنى حديثها بالقول: ترامب يعترف بقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنه يرفض قبولها، وهذا تناقض تاريخي لطالما لازم السياسة الأميركية في المنطقة.
إعلان اضطراري
وكما أكدت غنى على أن إعلان انتهاء الحرب لا يعني أنَّ شيئًا قد حُسم على الأرض لصالح الكيان، على العكس، هو إعلان اضطراري بعد أن عجزت آلة الحرب الأمريكية والإسرائيلية عن كسر الإرادة الإيرانية، وواجهت جدارًا من الصمود والتخطيط الذكي.
وواصلت قائلة: الانتصار هنا لا يُقاس بعدد الضربات، بل بتغيّر معادلة الردع، وهو ما نجحت فيه إيران، بينما خرج الكيان مرتبكًا، خائفًا، ومثقلًا بالخسائر السياسية والأمنية، فإن طهران خرجت أكثر ثقة، وأكثر دعمًا من شعوب المنطقة، وأكثر رسوخًا في معادلات القوة.
واختتمت غنى شريف حديثها بالقول: باختصار، الحرب انتهت سياسيًا لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانكشفت خلالها هشاشة الكيان، وأثبت محور المقاومة أن لديه اليد الطولى في إدارة المواجهة متى أراد.
من العداء إلى العدوان
وعلى ذات الصعيد أكدَّ الصحفي المصري والمحلل السياسي أشرف ماضي أنَّ العداء الأمريكي الصهيوني للجمهورية الإسلامية تاريخه طويل، وتحديدًا منذ أن خطت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوات ترفع فيها رأسها، ورأس الإسلام، وتكون في مصاف الدول المتقدمة التي لا وصاية عليها. ولأربعين عامًا، وهي تمشي في الطريق حتى وصلت إلى البرنامج النووي السلمي، الذي هو من حقها، كما كان حقًّا لإسرائيل امتلاك برنامج نووي وسلاح نووي دون أن يعترض عليها أحد.
وذكر اشرف ماضي أنَّ خطوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه في ظل العقوبات وتوجيه أصابع العداء لها كونها انتهجت نهج الدولة الإسلامية المعادي لأعداء الله والرافض وجود دولة صهيونية على أرض فلسطين على خلاف بقية الدول العربية التي توجهت نحو إسرائيل لتطبع معها وكانت خاضعة لإمريكا كل هذا جعلها عرضة للتأمر والتخطيط لتفكيك نظامها.
من وراء الهجوم على منشآت إيران النووية؟
وأشار ماضي إلى أنَّ ترامب لم يكن يسعى للحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الحالي، كونه يطمح لأن يحظى بجائزة نوبل للسلام على غرار الرئيس الأمريكي كارتر، غير أن بعض الضغوطات عليه هي ما جعلته يتسرع في ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وذكر ماضي أنَّ تلك الضغوطات تتمثل في الأتي:
أولًا: ضغوطات من اللوبي الصهيوني المسيطر على قرارات البيت الأبيض، بعد أن رأى تورط إسرائيل في حرب أكبر منها، أوشكت على تدمير ما بنوه خلال سبعين عامًا من المنشآت العسكرية والأمنية والاقتصادية، وكيف أصبحت تل أبيب، التي لم يُسبق أن أُطلقت ناحيتها رصاصة واحدة إلا بعد طوفان الأقصى، إضافة إلى تهجير الآلاف من المستوطنين بعد أن جُلبوا من كل حدب وصوب ليشكّلوا لهم دولة. وبالتالي، فإن معالم الزوال قد بدت واضحة، لذلك شكّل اللوبي ضغطًا على ترامب لإنهاء هذه الحرب، ما جعله يقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وإعلان السلام بعدها دون التحقق من نجاح هذه الهجمات، فقط كل همه حينها إنقاذ الكيان من هذه الورطة الحقيقية.
ثانيا: ضغط خليجي من قبل الدول التي دفعت لترامب خمسة تريليونات، بهدف تقويض البرنامج النووي الإيراني الذي كان سببًا في الخلاف الكبير بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والدليل على هذا قيام الولايات المتحدة بعزل العقيد في البنتاغون ناتانا ماكروماك، الذي اعترف فيها أنَّ الثمن الذي استلمه ترامب خلال رحلته إلى دول الخليج دُفع للحرب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، ولن يستفيد الشعب الأمريكي منه شيئًا.
ووصف ماضي الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بأنَّها خاطفة وجاءت على استحياء، الغرض منها إيهام العالم بأنَّ الهدف من هذه الحرب قد تحقق، وأنه حان وقت تحقيق السلام.
يقظة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
واكدَّ ماضي على أنّّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت تعي ما يُحاك ضدها، وقد قامت بنقل اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة من الصعب الوصول إليها.
واختتم الصحفي أشرف ماضي حديثه بالقول: الجديد الذي لا يعلمه أحد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية- بالفعل- تمتلك سلاحًا نوويًا بعدد خمس قنابل نووية، انتهت منها خلال الأشهر الأولى من العام 2025م، وأعتقد أنَّ القريب العاجل سيكشف حقيقة هذه التصريحات، التي ربما هي من جعلت أمريكا تعلن السلام مع إيران.



