وانزعوا من أنفسكم ما استطعتم من قوة.. فصل سامج في قرءان مسيلمة الأعرابي
محمد حسن زيد
7 أغسطس 2025
على مقاهي بيروت كانوا يتفرجون على قصف الضاحية وهم آمنون كأنما يشاهدون مباراة كرة القدم ينتظرون المنتصر ليبدأ التنظير!
لم يصبهم شيء في الحرب الأخيرة ولا في حرب 2006 لكنهم هم من يخشون من الحرب!
وهم اليوم الذين يُصرون على نزع سلاح حزب الله ليصبح لضربات إسرائيل الأخيرة له ثمرة سياسية..
كل التدمير الإسرائيلي الممنهج في حرب 2006 وفي هذه الحرب كان موجها للحاضنة الشيعية عقابا لها على خيار إسناد غزة والقضية الفلسطينية، لكن أدوات الفتنة الذين شاركوا في خنق هذه الحاضنة في الحرب الأخيرة هم من يطالبون اليوم بنزع سلاح المقاومة لأن إسرائيل وأمريكا هددت… يخافون جدا من تهديد إسرائيل وأمريكا إلى الحد الذي قد يهربون فيه إلى تخريب السقف الذي يغطي رؤوسهم جميعا دون أن تضطر إسرائيل أن تُطلِقَ طلقة واحدة..
نواف سلام الذي يمثل مصالح السعودية الأعرابية حين قرر التجاوب مع الرغبة الإسرائيلية ضد وطنه بنزع سلاح حزب الله دون أي التزام للعدو الإسرائيلي مقابل ذلك إنما قرر المخاطرة بتفتيت لبنان وتدميره من الداخل، فلبنان كيان توافق طائفي لا يمكن فيه حشر طائفة أساسية في الزاوية إلا رغبة في حرب أهلية..
ما أسرع هؤلاء لتمزيق الأوطان بالفتن دفاعا عن إسرائيل لكنهم حينما تناشدهم غزة بإعانتها وهي تتعرض للتجويع والمجازر يتحججون بالعجز وبالحكمة!
أي نوع من الخيانة هذا؟
أما حزب الله فهو منفتح على مناقشة وضع سلاحه تحت إمرة الدولة اللبنانية بشرط انسحاب إسرائيل من الأرض اللبنانية وتوقفها عن خرق السيادة اللبنانية، فماذا يريدون بعد هذا؟
يريدون الاستسلام فقط؟
يعشقون الهوان فقط؟
كيف يسعى الإنسان بنفسه أن يدمر سلاحه الذي يخشاه عدوُّه، ويُعفي عدوَّه من أي التزام مقابل هذا التخلي؟
كيف يسعى الإنسان أن يقدح بنفسه شرارة حرب أهلية سيكون هو أول ضحاياها ليخلو الأمر لإسرائيل دون أن تضطر للقتال؟
لقد تجاوز هؤلاء وصف العمالة ونحتاج لاختراع وصف آخر لهم يمتزج فيه الجنون بالوقاحة مع الإخلاص التام في عبادة عدو طاغوتي خسيس اسمه إسرائيل وتقديس مصالحه إلى حد التضحية بمصلحة العميل نفسه وأولاده ومستقبله وجماعته!
ألم يفعلوا هكذا حين طالبوا الفلسطينيين بتسليم السلاح للجيش اللبناني سنة 1982 وألحوا في الطلب باعتبار ذلك مصلحة لبنانية؟
وبعدما سلم الفلسطينيون سلاحهم حدثت للفلسطينيين مجزرة صبرا وشاتيلا المرعبة..
وحتى لو جهل هؤلاء مجزرة صبرا وشاتيلا فهل هناك عاقل سيسلم سلاحه اليوم بعدما رأى بشاعة ما حدث في السويداء وفي الساحل السوري؟
يقول الحق تبارك وتعالى “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ” أما لسان حال أتباع مسيلمة الأعرابي فهو: “وانزعوا من أنفسكم ما بقي من قوة تخضعون لعدو الله وعدوكم”، صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ الدجَّالون
هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير
زر الذهاب إلى الأعلى