نداء إلى الأحزاب العراقية: لا تغيير في ظل منظومة الفساد!(2 يوليو 2025)
بقلم/ عدنان صگر الخليفه
إلى كل الأحزاب في العراق التي تدّعي الإصلاح والرغبة في التغيير، نقول لكم بوضوح وصراحة: لن يتغير شيء ما دامت القوانين الانتخابية الحالية هي نفسها. أنتم تعلمون علم اليقين أن هذه القوانين لا تُنتج إلا منظومة المحاصصة القائمة على تقاسم المغانم والمناصب بين الأحزاب، وهي المسؤولة عن الفساد المستشري وسرقة مقدرات العراقيين.
إن استمراركم في المشاركة في العملية الانتخابية تحت هذه القوانين هو إضفاء للشرعية على نظام لا تؤمنون به ظاهريًا، ويجعل منكم جزءًا لا يتجزأ من هذا الفساد. فكيف تدّعون محاربة الفساد أو السعي للتغيير وأنتم تنغمسون في آلياته؟ لا يمكن لمن يسير ضمن منظومة فاسدة أن يدعي أنه ضدها.
لذا، فإننا نطالبكم بتحمل مسؤولياتكم بجدية وبراهين عملية. إذا كنتم حقًا تريدون التغيير، فلتكن خطوتكم الأولى هي الانسحاب الرسمي والعلني من هذه العملية الانتخابية. يجب أن يُتبع هذا الانسحاب بـالمطالبة بقوانين انتخابية حقيقية تمكّن العراقيين من قيادة أنفسهم، وتكون خارج نطاق المحاصصة والمكاسب السياسية الضيقة.
إن عدم قيامكم بهذه الخطوات الشجاعة يؤكد أن ادعاءاتكم بالإصلاح ليست سوى محاولات لإيجاد فرص للانخراط في المنظومة الفاسدة، وليس لإنقاذ العراق. كما أن الدعوات لاختيار “الأصلح” أو “المجرب” في ظل هذه الظروف هي دعوات باطلة، لأن هذه المنظومة وهذه القوانين لن تنتج إلا نفسها، مع تغيير بعض الوجوه لا أكثر، بينما يبقى الفساد والنهب مستمرين.
لقد آن الأوان لإنهاء هذا التضليل السياسي. الشعب العراقي يستحق أفعالًا تتسق مع الأقوال، وإلا فإن من يشارك في هذه العملية يفقد أي مصداقية له في الحديث عن الإصلاح أو محاربة الفساد بعد اليوم.
زر الذهاب إلى الأعلى