حين تتحول السلطة إلى وسيلة للبيع.. القومية العربية، المحاصصة، وهوس التلقي.
علاء الطائي
“هوس السلطة” ليس مجرد رغبة في الحكم، بل هو افتتان أعمى بوهم البقاء الأبدي، حيث يُباع الوطن وثرواته بأبخس الأثمان، مقابل رضا الخارج وضمان استمرار النفوذ.
السلطة في العراق اليوم لا تُدار وفق مشروع وطني يُعنى بالمصلحة العامة بل عبر دائرة التلقي والمحاصصة التي تُكرس الفساد وتعطل مشاريع وطنية حقيقية.
المعادلة بسيطة لكنها مدمرة:
– دائرة التلقي:
حيث تتحول الحكومة إلى مجرد منفذ لتوجيهات القوى الخارجية، تسير وفق أجندات لا تخدم العراق.
– المحاصصة:
التي جعلت المناصب تُباع وتُشترى، وحوّلت الدولة إلى ساحة مفتوحة للمساومات، بدلًا من أن تكون مؤسسة قائمة على الكفاءة والعدالة.
– إفقار الشعب وتعطيل المشاريع الوطنية:
بينما تُفتح خزائن العراق أمام الخارج، يُترك المواطن العراقي بلا كهرباء، بلا فرص عمل، بلا أمن اقتصادي أو اجتماعي.
– إرضاء الخارج:
في ظل سياسة التلقي العاجز، تُدار ثروات العراق كأوراق تفاوضية على طاولة الحسابات الخارجية، فتُمنح الموانئ للكويت، والنفط للأردن والحنطة لسوريا، والاستقطاعات لفلسطين ولبنان والاستثمارات لتركيا بينما يبقى المواطن العراقي خارج هذه المعادلة، فلاحٌ مهمّش وموظفٌ مغبون، وشعبٌ محروم من أبسط حقوقه في الخدمات الأساسية.
هذه ليست مجرد قرارات اقتصادية، بل انعكاس لعقلية محاصصاتية تُفضّل إرضاء الخارج على حساب الداخل، وتُكرّس هوس السلطة عبر تقديم الولاءات الإقليمية، بدلًا من بناء اقتصاد وطني يستند إلى مصالح العراق أولًا.




