إزدواجية المعارضة العراقية في مرمى رؤية “تجمع أهل العراق”: بين وعود واشنطن وصفقات بغداد (تصريح ويتكوف إنموذجًا)
بقلم/ عدنان صگر الخليفه
يرى “تجمع أهل العراق” مفارقة واضحة في سلوك قوى معارضة عراقية. فبينما استندت هذه القوى في خطابها إلى وعود بدعم من واشنطن لتغيير المشهد السياسي في العراق، تكشف تحركاتها الحالية عن سعي محموم لضمان موطئ قدم داخل السلطة عبر تحالفات انتخابية تحمل أسماء وشعارات مختلفة في بغداد.
هذه الازدواجية، بحسب “تجمع أهل العراق”، تكشف عن تحول في الأولويات. فبدلًا من العمل الجاد لتحقيق تغيير حقيقي مدفوع بإرادة شعبية، يبدو أن الهدف الأسمى لهذه القوى هو اقتناص مكاسب شخصية وفئوية، واستغلال الانتخابات كبوابة للوصول إلى السلطة والنفوذ، حتى لو كان ذلك عبر التواءات سياسية وصفقات خلف الكواليس.
إن انكشاف هشاشة الرهان على الدعم الخارجي، يتجلى بوضوح في تصريح مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اليوم، الذي أشار إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه إيران، حيث يبدو التركيز على تقييد برنامجها النووي بدلًا من إسقاطه. هذا التحول، الذي يقلل من احتمالية تدخل أمريكي مباشر في المنطقة، دفع هذه “المعارضة” إلى البحث عن بدائل داخل النظام السياسي نفسه. وهذا ما يراه “تجمع أهل العراق” دليلًا على عدم وجود رؤية وطنية واضحة، والانصراف نحو تأمين المصالح الذاتية.
لذا، يؤكد “تجمع أهل العراق” أن المشاركة في انتخابات تجري وفق قوانين لا تضمن النزاهة الكاملة، وبوجود قوى تسعى للسلطة بهذه الطريقة المزدوجة، لا يخدم مصلحة الشعب العراقي. إن التغيير الحقيقي، كما يراه التجمع، ينبع من الداخل، من خلال قوى وطنية نزيهة تعمل بجد لتحقيق تطلعات الشعب، لا من خلال الاعتماد على وعود خارجية متغيرة أو الانخراط في صفقات مشبوهة في بغداد.
عدنان صگر الخليفه
تجمع اهل العراق
زر الذهاب إلى الأعلى