حَرِيَّتُنَا دِينٌ وَعِزَّتُنَا إِيمَانٌ، وَقَضِيَّتُنَا فِلَسْطِينُ)*
✍ *عبد الإله عبد القادر الجنيد*
لَيْسَ فِي هَذَا الْعَالَمِ أَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ يَرْضَى بِالْعُبُودِيَّةِ لِغَيْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ذَلِكَ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْخَلْقَ أَحْرَارًا أَعِزَّاءَ.
وَكَيْفَ لِحُرٍّ عَزِيزٍ فِي شُعُوبِ الْأَرْضِ أَنْ تَهُونَ عَلَيْهِ نَفْسُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ وَأَرْضُهُ؛ فَيُسْتَعْبَدُ وَيُذَلُّ، وَيُنْتَهَكُ عِرْضُهُ، وَتُحْتَلُّ بِلَادُهُ مِنْ مُحْتَلٍّ يَسْلُبُ أَرْضَهُ، وَيَنْهَبُ خَيْرَاتِهِ، وَيُذِيقُهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَيُجْبِرُهُ عَلَى الْخُنُوعِ وَالْحَيَاةِ بِذُلٍّ وَهَوَانٍ؟! دُونَ مُوَاجَهَةِ الْخَطَرِ الدَّاهِمِ عَلَى وُجُودِهِ، وَالدِّفَاعِ صَوْنًا لِلْكَرَامَةِ، وَرَدِّ كَيْدِ الْمُعْتَدِينَ، وَالثَّأْرِ وَالِانْتِقَامِ انْتِصَارًا لِمَظْلُومِيَّتِهِ!
وَتِلْكَ هِيَ فِطْرَةُ اللهِ الَّتِي فَطَرَ الْإِنْسَانَ عَلَيْهَا، نَتَجَ عَنْهَا رَدُّ الْفِعْلِ لِدَفْعِ الْبَاطِلِ وَرَدْعِهِ، وَضَمَانِ صَوْنِ الْحُقُوقِ، وَحِمَايَةِ الْحُرِّيَّةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْعِزَّةِ وَالْإِبَاءِ الَّتِي جُبِلَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا.
وَمِنْ هَذَا الْمَنْطَلَقِ، لَجَأَتِ الشُّعُوبُ الَّتِي تَعَرَّضَتْ بُلْدَانُهَا لِلِاحْتِلَالِ وَالْهَيْمَنَةِ وَالتَّسَلُّطِ مِنَ الْأَعْدَاءِ إِلَى الدِّفَاعِ عَنْ أَوْطَانِهَا، وَاسْتِرْدَادِ حُقُوقِهَا الْمَسْلُوبَةِ بِمُخْتَلَفِ الْوَسَائِلِ الْمُمْكِنَةِ وَالْمُتَاحَةِ، وَاللُّجُوءِ إِلَى الْكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ؛ لِتَحْرِيرِ الْأَرْضِ مِنْ بَرَاثِنِ الْمُحْتَلِّ الْغَاصِبِ، بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ قُوَّةٍ وَبَأْسٍ وَثَبَاتٍ وَصُمُودٍ، وَثِقَةٍ بِحَتْمِيَّةِ زَوَالِ الْمُحْتَلِّ، وَانْتِصَارِ الْمَظْلُومِ، وَعَوْدَةِ الْحَقِّ لِأَهْلِهِ، مَهْمَا طَالَ الزَّمَانُ أَوْ قَصُرَ.
وَهَذَا مَا أَكَّدَتْهُ وَقَائِعُ التَّارِيخِ وَأَحْدَاثُهُ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَالْعُصُورِ: «إِذَا أَرَدْتَ السَّلَامَ فَاحْمِلِ السِّلَاحَ لِصِنَاعَةِ تَوَازُنِ الْقُوَى؛ فَالْإِنْسَانُ بِطُغْيَانِهِ أَكْثَرُ وَحْشِيَّةً مِنْ وُحُوشِ الْغَابَاتِ».
وَفِي دِينِنَا الْإِسْلَامِيِّ الْحَنِيفِ، اقْتَضَتْ سُنَّةُ اللهِ حِمَايَةَ الْحُقُوقِ وَالْمُمَتَلكَاتِ، وَأَوْجَبَ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الْكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ لِقِتَالِ الْمُحْتَلِّ الظَّالِمِ الْمُعْتَدِي الْمُجْرِمِ، وَعَرَّفَهُ الْإِسْلَامُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ دِفَاعًا عَنِ الدِّينِ وَالْأَرْضِ وَالنَّفْسِ وَالْهُوِيَّةِ وَالْعِرْضِ وَالْمَالِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ.
وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، أَمَرَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُعِدُّوا مَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ؛ لِإِرْهَابِ أَعْدَاءِ اللهِ وَأَعْدَاءِ الْأُمَّةِ وَالْحُرِّيَّةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ، دَرْءًا لِإِرْهَابِهِمْ لِلْأُمَّةِ وَبَغْيِهِمْ عَلَيْهَا.
وَهَذَا حَقٌّ لِكُلِّ مُسْتَضْعَفٍ فِي الْأَرْضِ، وَإِرْهَابُ الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِينَ الْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ هُوَ الْحَقُّ وَالْعَدْلُ؛ حَتَّى لَا يَبْغِيَ النَّاسُ عَلَى بَعْضِهِمْ.
وَإِنَّمَا إِرْهَابُ الْمَظْلُومِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الْمُسَالِمِينَ الْآمِنِينَ هُوَ الظُّلْمُ وَالْبَاطِلُ وَالْمُنْكَرُ، الَّذِي لَا يَرْضَى بِهِ الْعَاقِلُ الْحَكِيمُ.
فَالْإِنْسَانُ بِطَبِيعَتِهِ وَفِطْرَتِهِ تُوَاقٌ لِلْحُرِّيَّةِ وَيَعْشَقُهَا، حَتَّى الْحَيَوَانُ وَالطَّيْرُ فِي السَّمَاءِ وَالْوَحْشُ فِي الْغَابَاتِ. وَلَا يُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ مُسْلِمًا أَوْ مُؤْمِنًا بِاللهِ لِيَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ وَأَرْضِهِ وَمَالِهِ وَعِرْضِهِ؛ فَيُقَاتِلَ الْمُحْتَلَّ الظَّالِمَ، وَيُعْلِنَ الْكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ (الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ).
فَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، فَحُرِّيَّةُ الْمُسْلِمِ فِي كِتَابِ اللهِ دِينٌ، وَعِزَّتُهُ إِيمَانٌ.
وَلَمَّا أَذِنَ اللهُ لِعِبَادِهِ بِالْجِهَادِ ضِدَّ الظَّالِمِينَ، وَعَدَهُمْ بِالنَّصْرِ الْمُبِينِ.
وَلَقَدْ رَأَيْنَا مِنْ شُعُوبِ الْأَرْضِ مِمَّنْ تَعَرَّضَتْ بُلْدَانُهَا لِلِاحْتِلَالِ الظَّالِمِ مِنْ أَعْدَائِهَا، فَأَعْلَنَتِ النِّضَالَ وَالْكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ، وَقِتَالَ الْأَعْدَاءِ الْمُغْتَصِبِينَ لِأَرْضِهِمْ، حَتَّى نَالُوا حُرِّيَّتَهُمْ وَكَرَامَتَهُمْ، وَطَرَدُوا الْمُحْتَلِينَ شَرَّ طَرْدٍ، وَنَالُوا حُرِّيَّتَهُمْ بَعْدَ نِضَالٍ طَوِيلٍ وَقِتَالٍ مُرِيرٍ وَتَضْحِيَاتٍ جَسِيمَةٍ، تَهُونُ مَا دَامَتْ بِعَيْنِ اللهِ وَفِي سَبِيلِهِ؛ لِأَجْلِ الْحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِقْلَالِ مِنَ الْمُحْتَلِينَ.
فَكَذَلِكَ كَافَحَ الصِّينِيُّونَ وَنَاضَلُوا لِإِخْرَاجِ الْمُحْتَلِ الْيَابَانِيِّ مِنْ أَرْضِهِمْ، وَنَيْلِ حُرِّيَّتِهِمْ وَتَقْرِيرِ مِصِيرِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَكَانَتْ عَاقِبَةُ نِضَالِهِمْ وَكِفَاحِهِمُ النَّصْرَ وَالتَّحْرِيرَ لِلصِّينِ.
وَكَذَلِكَ شَعْبُ الْهِنْدِ وَبَاكِسْتَانَ، وَكَثِيرٌ مِنَ الشُّعُوبِ الْعَرَبِيَّةِ: كَمِصْرَ وَالْجَزَائِرِ وَلِيبْيَا وَالْيَمَنِ وَالسُّودَانِ وَسُورِيَا وَالْعِرَاقِ وَلُبْنَانَ وَفِيتْنَامَ وَكُوبَا وَفِنِزْوِيلَا، وَتَحَرَّرَتْ بُلْدَانُهُمْ بِفَضْلِ تَضْحِيَاتِ شُعُوبِهِمْ وَشَجَاعَةِ الْقَادَةِ الْأَبْطَالِ وَالرُّمُوزِ الْوَطَنِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ، فَنَاضَلُوا وَكَافَحُوا وَقَاتَلُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، حَتَّى نَالُوا حُرِّيَّتَهُمْ، وَاسْتَرَدُّوا أَرَاضِيَهُمْ مِنْ هَيْمَنَةِ وَنَهْبِ الْمُحْتَلِينَ الظَّالِمِينَ لِخَيْرَاتِهِمْ. فَقُتِلَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْقَضِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي ضَحَّى لِأَجْلِهَا، فَخَلَّدَهُ التَّارِيخُ، وَأَصْبَحَ بَطَلًا قَوْمِيًّا يُفْتَخَرُ بِهِ أَبْنَاءُ شَعْبِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ.
وَالأَمْرُ نَفْسُهُ مَعَ إِخْوَانِنَا الْفِلَسْطِينِيِّينَ، الَّذِينَ انْتَهَجُوا ذَلِكَ الْمَسَارَ وَلَا يَزَالُونَ مُنْذُ أَرْبَعِينِيَّاتِ الْقَرْنِ الْمَاضِي يُكَافِحُونَ وَيُنَاضِلُونَ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ لِلتَّحَرُّرِ مِنْ نِيرِ الْمُحْتَلِ الصِّهْيَوْنِيِّ الظَّالِمِ الْمُجْرِمِ الْأَثِيمِ، الْمُحْتَلِ لِأَرْضِ فِلَسْطِينَ وَمُقَدَّسَاتِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ مِلْكٌ لِأَبْنَائِهَا وَمَوْطِنُ آبَائِهِمْ وَأَجْدَادِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْعَرَبِ وَالْمَسِيحِيِّينَ وَالْيَهُودِ، مِنْ غَيْرِ عِصَابَاتِ وَقِطْعَانِ الْمُحْتَلِينَ الْغَاصِبِينَ.
فَأُولَئِكَ هُمْ أَصْحَابُ الْأَرْضِ الَّذِينَ ضَمِنَ لَهُمُ الدِّينُ الْإِسْلَامِيُّ، وَكُلُّ الْأَدْيَانِ وَالشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ، وَقَرَارَاتُ الْمُنَظَّمَاتِ وَالْهَيْئَاتِ الْأُمَمِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ، وَالْأَعْرَافُ وَالْمَبَادِئُ وَالْقِيَمُ الْإِنْسَانِيَّةُ، الْحَقَّ الْمُطْلَقَ فِي النِّضَالِ؛ لِنَيْلِ حُرِّيَّتِهِمْ، وَتَحْرِيرِ بَلَدِهِمْ، وَطَرْدِ الْمُحْتَلِ الظَّالِمِ مِنْ أَرْضِهِمْ، كَحَقٍّ مِنْ حُقُوقِهِمْ لِتَقْرِيرِ مِصِيرِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَالِاسْتِفَادَةِ مِنْ خَيْرَاتِ بَلَدِهِمُ الْمَنْهُوبَةِ، دُونَ وَصَايَةٍ أَوْ هَيْمَنَةٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ طُغْيَانٍ مِنْ أَيِّ ظَالِمٍ مُتَكَبِّرٍ قَاتِلٍ مُجْرِمٍ لَعِينٍ، يَدَّعِي أَحْقِيَّتَهُ فِي احْتِلَالِ أَرْضِ فِلَسْطِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى رِوَايَاتٍ تَعُودُ لِلزَّمَنِ الْغَابِرِ مُنْذُ آلَافِ السِّنِينَ.
وَلَوْ جَازَ ادِّعَاءُ التَّمَلُّكِ بِمُوجِبِ ذَلِكَ، لَكَانَ مِنْ حَقِّ الْهَاشِمِيِّينَ تَمَلُّكُ وَاحْتِلَالِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ وَالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، بِحُجَّةِ أَنَّهَا مَوْطِنُ آبَائِهِمُ السَّابِقِينَ مُنْذُ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةِ عَامٍ، وَلَجَازَ ذَلِكَ لِلْأَمْرِيكِيِّينَ احْتِلَالُ وَتَمَلُّكِ دُوَلِ أُورُوبَّا بِحُجَّةِ أَنَّهَا مَوْطِنُ أَجْدَادِهِمْ قَبْلَ أَرْبَعِمِائَةِ عَامٍ.
إِنَّ الْمُحْتَلَ الصِّهْيَوْنِيَّ الْيَهُودِيَّ الظَّالِمَ الْمُجْرِمَ الْمُغْتَصِبَ لِأَرْضِ فِلَسْطِينَ، لَا يَجُوزُ لَهُ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ دِينِيًّا وَأَخْلَاقِيًّا وَإِنْسَانِيًّا: الْهَيْمَنَةُ وَالِاحْتِلَالُ، وَنَهْبُ خَيْرَاتِ فِلَسْطِينَ، وَإِذْلَالُ أَهْلِهَا، وَالْفَتْكُ بِهِمْ، وَقَتْلُهُمْ، وَحِصَارُهُمْ، وَإِبَادَتُهُمُ الْجَمَاعِيَّةَ فِي الضِّفَّةِ وَقِطَاعِ غَزَّةَ، وَجَرَائِمَ فَظِيعَةٍ تَنْدَى لَهَا جَبِينُ الْإِنْسَانِيَّةِ، فِي ظِلِّ صَمْتِ الْعَالَمِ وَفِي مُقَدِّمَتِهِمُ الْعَرَبُ وَالْمُسْلِمُونَ.
فَلَا يَجُوزُ لِأَيِّ حُرٍّ كَرِيمٍ فِي الْأَرْضِ أَنْ يَقْبَلَ بِذَلِكَ، أَوْ أَنْ يُقِرَّ لِلْمُحْتَلِ الْغَاصِبِ عَلَى هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْإِجْرَامِيَّةِ الْقَبِيحَةِ الَّتِي أَدَانَتْهَا مَحَاكِمُ الْجِنَايَاتِ الدَّوْلِيَّةِ، أَوْ أَنْ يَعْتَرِفَ بِهَذَا الْمُحْتَلِ الْبَغِيضِ، أَوْ يُطَبِّعَ، أَوْ يَتَفَاوَضَ سِيَاسِيًّا مَعَ عَدُوٍّ لَا شَرْعِيَّةَ لَهُ فِي الْوُجُودِ عَلَى أَرْضٍ أُقِيمَ عَلَى اغْتِصَابِهَا، وَلَيْسَتْ أَرْضَهُ، وَلَا أَحَقِّيَّةَ لَهُ فِيهَا.
وَبِهَذَا الصَّدَدِ، فَلَا يَحِقُّ لِأَيِّ إِنْسَانٍ عَاقِلٍ أَنْ يُبَرِّرَ أَوْ يُشَرْعِنَ لِهَذَا الْمُحْتَلِ جَرَائِمَهُ الْمُذِلَّةَ لِأَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَا دِينَ لَهُ، وَلَا أَخْلَاقَ، وَلَا قِيَمَ، وَلَا مَبَادِئَ، وَلَا إِنْسَانِيَّةَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ عَمِيلًا مُرْتَزِقًا، وَخَائِنًا، وَمُنَافِقًا لَئِيمًا، وَمُسْتَعْبَدًا مِنْ قِبَلِ هَذَا الْعَدُوِّ اللَّعِينِ.
وَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ حُرٍّ عَزِيزٍ كَرِيمٍ شَرِيفٍ فِي هَذَا الْعَالَمِ، مَهْمَا كَانَ دِينُهُ، الْوُقُوفَ بِحَزْمٍ وَصِدْقٍ وَإِيمَانٍ وَمَحَبَّةٍ وَسَلَامٍ إِلَى جَانِبِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ الْحُرِّ الْكَرِيمِ، وَيَنْبَغِي عَلَيْهِ نَصْرَتُهُمْ وَتَأْيِيدُهُمْ وَإِسْنَادُهُمْ وَدَعْمُهُمُ الْكَامِلُ بِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ؛ لِضَمَانِ اسْتِمْرَارِيَّةِ كِفَاحِهِمِ الْمُسَلَّحِ وَنِضَالِهِمْ وَجِهَادِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، لِنَيْلِ حُرِّيَّتِهِمْ وَالتَّحَرُّرِ مِنْ هَيْمَنَةِ الْمُحْتَلِينَ الظَّالِمِينَ، وَالِاعْتِرَافِ بِشَرْعِيَّةِ تَضْحِيَاتِ قَادَةِ الْمُقَاوَمَةِ الشُّرَفَاءِ الْأَبْطَالِ، وَالْمُفَاخَرَةِ بِشَجَاعَتِهِمْ وَإِذْلَالِهِمْ لِلْمُحْتَلِ وَكَسْرِ شَوْكَتَهِ، وَالْإِجْلَالِ لِقَدْرِهِمْ وَتَخْلِيدِ ذِكْرِهِمْ، وَفَاءً لِدِمَائِهِمْ وَحِفْظًا لِتَارِيخِ نِضَالِهِمْ، بِاعْتِبَارِهِمْ رُمُوزًا وَطَنِيَّةً وَدِينِيَّةً وَجِهَادِيَّةً مُقَدَّسَةً، وَلَيْسَ كَمَا تَدَّعِي قُوَى الِاسْتِكْبَارِ وَالشَّيْطَانِ الْأَمْرِيكِيِّ الْأَكْبَرِ مِنْ وَصْفِهِمْ بِالْإِرْهَابِيِّينَ.
وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ: شَهِيدُ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، الْقَائِدُ السَّيِّدُ الشَّهِيدُ حَسَنُ نَصْرِ اللهِ، وَالْقَائِدُ الشَّهِيدُ الشَّيْخُ إِسْمَاعِيلُ هَنِيَّةَ، وَكُلُّ الشُّهَدَاءِ وَالْقَادَةِ الَّذِينَ نَالُوا الشَّهَادَةَ عَلَى طَرِيقِ الْقُدْسِ وَتَحْرِيرِ الْأَقْصَى، سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
وَعَلَى الْأُمَّةِ الِاقْتِدَاءُ بِهِمْ وَاقْتِفَاءُ أَثَرِهِمْ؛ فَهُمُ الْقَادَةُ، وَهُمُ السَّادَةُ، وَأَهْلُ الْمَجْدِ وَالرِّيَادَةِ.
وَخِتَامًا، فَإِنَّ الْخُرُوجَ الشَّعْبِيَّ الْكَبِيرَ لِأَحْرَارِ الْأُمَّةِ وَالْعَالَمِ إِلَى السَّاحَاتِ وَالْمَيَادِينِ فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ، إِحْيَاءً لِيَوْمِ الْقُدْسِ الْعَالَمِيِّ فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاجِبٌ دِينِيٌّ مُقَدَّسٌ، وَعَمَلٌ إِنْسَانِيٌّ وَأَخْلَاقِيٌّ؛ دَعْمًا لِلْمُجَاهِدِينَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ، وَانْتِصَارًا لِقَضِيَّتِهِمْ وَمَظْلُومِيَّتِهِمْ، وَرَفْضًا لِجَرَائِمِ الْكِيَانِ الْغَاصِبِ وَالشَّيْطَانِ الْأَمْرِيكِيِّ بِحَقِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ.
وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.*
••••••••••••••••••
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود*
النصر للإسلام
زر الذهاب إلى الأعلى