المقالات

“معمارية” الأختيار..!

“معمارية” الأختيار..!

عمار محمد طيب العراقي

هذه جزئية مهمة من جزئيات “الإختيار” المعماري الكفوء، حيث من المهم الإقرار، بأن اختيار “ممثلي” الشعب في أي مجال، هو بالحقيقة أمانة جسيمة، إذ ليس منطقيا قبول الإساءة لهذه الأمانة، أو التفريط بها أو التجاوز عليها، وهنا نتذكر جزئية “القسم” العظيم الذي ينهض له المنتخب..
إنه “قسم عظيم” فحواه أني أقسم بـ “الشرف”..”الشرف” ذاته بأبعاده الثلاثة..نعم فالشرف “كيان” له طول وعرض وإرتفاع..!
في قصة الشرف؛ فإن العمل السياسي، “معمار” كبير لا يحفظه ويصونه إلا مثابات عالية مهمة، يكون “الشرف” محوره الأول وحافظها الأساسي؛ فضلا عن أن “الشرف”؛ وتثبيته كـ (فسم)، ينطوي على تضحيات كبرى ذات بعد شخصي، نظرا للمثابات العالية التي يمثلها..وأستخدام”الشرف” يمثل مجازفة شخصية خطرة؛ ينبغي أن يتحملها المستخدمين له”بشرف”.
في “معمارية” البناء المستقبلي، فإن “الشرف” هو المعنى الكبير الذي يشكل أستخدامه، ضابطة معنوية كبرى، ربما ليس مثلها من ضابطة أخرى على الإطلاق.
الميدان السياسي؛ يتطلب نوعا من البشر، الوطن لديهم عنوان دائم، “يتناولونه” بمقدار شرفهم وتشريفهم.
في قصة القسم بـ “الشرف” ذاته، فإنها ليست تناولا لفضيا، ولا هي إعتياد “بنائي” بسيط، لأن ثمة من هو صالح؛ وقبالته يوجد الطالح, والقصة تستدعي أن نفهم، أنه في أغلب الأحيان، فإن الصالح تشن ضده حروب الجمل بهدف ازاحته! ليخلو لهم جو السلطات بمفاتنها الكبرى العجيبة..
المشكلة لا تقتصر على ذلك, بل أن المشكلة أكبر؛ وهي ان الصالح، وبعض الصالحين من خيرة الساسة، نالهم كثير من التشكيك والتسقيط، والمحاربة والشتم والإقصاء؛ من قبل “المجتمع الشعبوي”، الذي ينهج سياسة توجيه التهم الجاهزة المطلقة للكل، ما يسبب له احباطا كبيرا, ويدفعه نحوالإنعزال وشبه مقاطعة من بيئته المجتمعية، والنتيجة هي تنحي الجيدين والصالحين..ما أدى ويؤدي؛ إلى تقلص عدد الصالحين في العمل السياسي، وسيادة رقاب الطالحين.
الشعبوية في”بناءات” العمل السياسي, تعني ببساطتها وإنفعاليتها وعاطفيتها الطاغية, فضلا عن أخذها الأمور على عواهنها، كانت سببا رئيسيّاً وكبيرا، في تنحي الصالح وتقدم الكالح؛ في النشاط السياسي الحسن المنتج، وهكذا باتت الغلبة للفاسدين..
بمرور الزمن, سيطر هؤلاء؛ على أغلب موارد الدولة, وقوي عودهم، واصبحوا ذئابا مفترسة، تنهش المواطن حيثما تريد وكيفما تريد..حتى انها سلبت منه ابسط حقوقه كـ”مواطن”، ومنعته من كل شيء إلا إن يصفق لها..!
عبد الله بن الزبير، توصل مع امرأة عبد الله بن عمر – وهى أخت المختار بن أبى عبيد الثقفى، في أن تكلم زوجها عبد الله بن عمر أن يبايعه، فكلمته في ذلك، وذكرت صلاة عبد الله بن الزبير وقيامه وصيامه، فقال لها زوجها: أما رأيت البغلات الشهب، التى كنا نراها تحت معاوية بالحجر إذا قدم مكة؟ قالت: بلى، قال: فإياها يطلب ابن الزبير بصومه وصلاته..تلك هي الحكاية سادتي الأفاضل..البغلات..البغلات..!
من الساسة عندنا وهم عديد لا ينتهي عده، وبعض هؤلاء من الذين دعمناهم ودفعناهم بتضحياتنا وبدمائنا، ما يزالون يطلبون ما طلبه عبد الله بن الزبير من بغلات!
الخلاصة سادتي أن المنشغلين بالحقل السياسي، هم على صنفين إثنين رئيسيين: الأول فاسد وهو يعرف أن العنوان يليق به، لكنه مقتنع بذاته وبأحواله وبنتائجه، لكنه منشغل بوضعه، ومرتب أموره لا يثرثر كنزيه ابدا، ولا ينظر أو يتحدث بتنظيرات فلسفية عن “القيم والمبادئ”، إنه يطور وضعه كفاسد محترف لكنه ساكت محترف..!
الثاني صنفه أنه افسد من الفاسد، لكنه ولقباحته ينظر الى الفساد على أنه “موهبة”، وهو يتعاطى مع المال العام تعاطي العميان.
هذا يرى الأشياء على أنها ربح دائم لا يصح أن يتركه ابدا، ولو أقسم بـ (شرفه) فالشرف عنده عنوان لإستلام الربح فقط، وهو هنا في ميدان ربح لا يجب أن يتركه، بل إذا تركه بات فاسدا..!
الدولة كل ما فيها (حصة) شهرية حتى لو كانت تحتوي موادا سيئة، أو قديمة أو لاكتها بغال ابن الزبير، واحاديث عن طهارة الفلب ونظافة اليد، “عار” يتعين مجانبتها، والدولة وما فيها “مجهول مالك” يأخذ منها كما يشاء، وكيفما يشاء، ومتى ما شاء!
ما نريده “هدف”، مؤداه في الحصيلة، أننا نقسم بشيء عظيم ونحن نخوض في “رحاب” السياسة، وهو “شرف” يتطلب أن نقسم بـ”شرفنا” أننا “تشرفنا” بالعمل السياسي..!
شكرا..
11/2/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار