الخروج من صدق التجربة
خالد القيسي
لا اعرف الحالة التي مرت بي وانا ارى الحشود لا يقف في طريقها الغربان للانقضاض على التجربة الفريدة في العالم العربي والإسلامي.
دشنت الاصابع البنفسجية صناديق الاقتراع بحركة وحرية في تزاحمها في الشوارع والطرقات وصولا للمحطات في المدارس بنبض جمهور لا يلفظ اسما سوى البحث عن اماكن الاقتراع بزخم و انسيابية وهدوء ، ولم يكن هناك مانع او خرق للإدلاء بالصوت الانتخابي وحرية ألاختيار، وهذا مفرح ضد ارادة المقاطعين التي لم تفلح بلي ذراع وارادة الناس بالقوة والتهديد ، فخابت الظنون والتوجهات الطائفية وانا اضع قسيمة الاقتراع شعرت بارتياح لاول مرة ، لا تشويش ، لا ضغوط ، لا معوقات . . . كانت هذه الممارسة بحاجة الى هذا الزخم لتبقى حية في تزاحم واكتضاض البشر من نساء ورجال ، شيوخ وأطفال تحمل العلم العراقي كأننا ننتخب اول مرة !، كنت اراقب المشهد بتفاصيله بما تملكني من غبطة مع وجود الوجوه الخيرة وزرقة السماء التي محت الشعارات والكلمات والمواقف المضادة للمأزومين والمضغوطين الذين لا يريدون لنا حياة مستقرة وصحية
في التجارب والمشاهدات التي سبقت ، وجوه السلطة تتبدل ، حكومات تتغير، وعود تتكرر، ولا نلمس ان يتحقق شيء مما نصبو اليه سوى خسارة الوقت ونسعف بالمبررات ! ولم نخرج بحصيلة ترسخ ما سبقنا بها دول العالم ، وانما اكلت من جرفنا حرب طائفية وداعش والاطراف التي ترغب بسرقة أحلامنا في وأد التجربة من لا تتمدد لتصل إلى شواطئهم.
كانت الانتخابات في مناسبات سابقة من تطلبنا بمغريات للبعض وفي هذه الانتخابات نحن من نعتمدها وتشد ازرها بقوة ، وما أسعدنا انها خالية من المشاكل والمعوقات وبصور جميلة محت تلك المناظر الضارة للبنادق والأسهم والحجارة المصوبة من اطفال وجهلاء المعرفة وأيتام النظام ضد ديمقراطية ناشئة في بلدنا ومنذ تأسيسه . .
الدورة الانتخابية السادسة هذه أعادت للعملية السياسية هيبتها وروحها بفتح باب افضل لثقافة ووعي سياسي افضل وهذا ما كشفت عنه النتائج الرقمية بهزيمة المنافقين ونشاز اصحاب فضاءيات التراشق الاعلامي ، وعبرنا سنين عجاف لتخريب العملية بالنفوذ والدم النازف وهدر الطاقات والمال وخيرات البلد .
إنتخبنا بعيدا عن الصراعات السياسية والمال والتسقيط وتحييد نفوذ البعض بأمل احداث التغييروالتطور الذي ننشده .
زر الذهاب إلى الأعلى