
الصمت الانتخابي وارتباطه بفسحة التأمل بالمستقبل لطلبة المرحلة الإعدادية
✍️ محمد فخري المولى
الصمت الانتخابي
هو تعليماتٌ تتخذها الجهات المختصة قبل فترةٍ وجيزة من بدء عملية الاقتراع، الخاص والعام.
قرارٌ مهمٌّ ذكّرني بتجربةٍ تربويةٍ وتعليميةٍ تُطبَّق في عددٍ من البلدان، وأتمنى أن تُضاف إلى نطاق الرؤى المستقبلية المحلية.
قد يتبادر إلى ذهن القارئ والمطّلع أنه لا يوجد ترابط بين الصمت الانتخابي وطلبة المرحلة الإعدادية.
لكن لِنُثبِت العكس…
أولًا:
من أجمل ما قرأت في هذه الفترة عبارة:
«الصمت الانتخابي هو الهدوء الذي يسبق لحظة القرار.»
ثانيًا:
الانتخابات النيابية التشريعية هي الطريق السلمي لتبادل السلطة والرئاسات وبناء الدولة والمستقبل لأبنائنا،
وهي الثمرة الكبرى لتغيير النظام بعد عام 2003.
لكن — وما أدراك ما “لكن” —
كان ينبغي لانتخابات عام 2025 أن تكون برؤيةٍ جديدةٍ وأفقٍ أوسع،
مستثمِرةً النصر الكبير وتحرير العراق عام 2017،
وكذلك توجيهات المرجعية الرشيدة بعد أحداث خريف 2019.
إلا أن الأوضاع العامة، وللمرة الثانية بعد تلك الانتخابات، بقيت من دون تغييرٍ جذري.
الأحزاب والكتل، وكذلك المرشحون، استثمروا علوم الهندسة الاجتماعية بأقصى طاقتها
في محاولةٍ للتمسك بالسلطة والفوز بالانتخابات.
الانتخابات النيابية الحالية بحاجةٍ إلى قرارٍ صحيحٍ لتصحيح المسار.
وهنا نعود إلى طلبة المرحلة الإعدادية، وخصوصًا طلبة الصف السادس الإعدادي.
في عددٍ من البلدان، هناك آليةٌ تربويةٌ بسيطة لكنها عميقة الأثر:
يُمنح طالب الصف السادس فسحة حريةٍ للتفكير والتأمل في مستقبله الشخصي لمدة عامٍ كامل.
خلال هذا العام، يشارك الطالب وعائلته في التفكير واختيار التخصص المناسب له،
لأن القرار الذي سيتخذه سيكون أساس بناء الغد.
وهنا يظهر الارتباط بين الصمت الانتخابي وفسحة التأمل بالمستقبل لطالب الإعدادية.
فالصمت الانتخابي، بانعدام الفعاليات الصاخبة للمرشحين، يمنح المواطن فسحةً للتأمل والتخطيط لمستقبل العراق،
كما تمنح السنة الفاصلة الطالب فسحةً للتأمل بمستقبله العلمي والمهني.
الاختيار الصحيح للمشاركة، والأصح في الاختيار، هو ما يصنع الفرق.
وكما كتب د. قاسم بلشان:
لا تختاروا الصمت بديلاً، فيزداد المتسلطون جرأة.
ولا تترددوا، فيتمدد الفاسدون في مؤسسات الدولة.
ولا تركنوا إلى أصوات المحبطين، فيضيع مستقبل الشباب والأجيال.
ولا تستهينوا بحقكم، فيضيع حقكم الأكبر، ويضيع العراق كله — لا سمح الله.
الصمت الواعي هو لحظةُ الميلاد لكل قرارٍ عظيم.
كما يحتاج الوطن إلى صمتٍ انتخابيٍّ للتفكير بمستقبله،
يحتاج الطالب إلى صمتٍ تربويٍّ ليصنع مستقبله
إذن، لننظر بتروٍّ وعمقٍ استراتيجيٍّ إلى المستقبل،
سواء في الاختيار أو الوعود أو العهود،
تجاه من سيتولى زمام القبة التشريعية ومخرجاتها.
تقديري واعتزازي
✍️ #محمد_فخري_المولى
مسؤول مؤسسة
#العراق_بين_جيلين
الاعلامية




