الرئيسيةالمقالات

الاكاديميون…مهمشون.. (ليكن للعلم مقعد في مجلس النواب)

الاكاديميون…مهمشون..
(ليكن للعلم مقعد في مجلس النواب)

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي

حين يعلو صوت الشعارات على صوت المعرفة، تضيع البوصلة وتختلط النوايا بالنتائج. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العراق إلى من يجعل للعقل كلمةً في ساحة السياسة، وللعلم مكانًا في صناعة القرار.
الأكاديمي حين يدخل البرلمان لا يسعى إلى مقعد، بل إلى مهمة.
إنه لا يدخل ليزاحم السياسيين، بل ليوازنهم.
يدخل ومعه أدوات العلم والتحليل، لا أدوات الدعاية والشعارات.
يدخل ليقرأ القانون بعين الباحث، ويقيس أثره بمعيار التجربة والنتيجة.
لقد أرهق العراق ضجيج الوعود والولاءات، حتى صار بحاجة إلى من يعيد ترتيب أولوياته على أساس الدليل والمنهج. الأكاديميون هم القادرون على ذلك، لأنهم يعرفون قيمة الكلمة، ووزن القرار، ومسؤولية الموقف.
فالعقل الأكاديمي لا ينجرف مع الموج، بل يرسم له مسارًا.
ومن هنا، فإن دخول الأكاديميين إلى البرلمان ليس ترفًا فكريًا ولا زينة انتخابية، بل هو ضمانة وطنية.
ضمانة أن تكون القوانين مبنية على دراسة لا على نزعة، وعلى مصلحة لا على مزاج، وعلى رؤية طويلة لا على صفقة آنية.
إننا نقول اليوم لكل أستاذٍ وباحثٍ ومفكر:
شاركوا في الانتخابات… لا لأجل أشخاصٍ أو أحزاب، بل لأجل أن يكون للعلم صوتٌ يحمي الوطن من الجهل والارتجال.
كونوا أنتم المرشحين الذين يُعيدون للسياسة هيبتها وللتشريع معناها.
كونوا ممثلي الفكر والمنهج والعقلانية في زمنٍ يطغى فيه الصخب على المنطق.
ليكن البرلمان القادم منبرًا للعقل قبل أن يكون ساحةً للشعار.
ولْيكن للعلم مقعدٌ لا يُشترى بالمال، بل يُكتسب بالكفاءة والإيمان برسالة الوطن.
فصوت الأكاديمي ليس رفاهية…
إنه صوت الضمير الذي يحمي الدولة من الخطأ، ويحمي الأجيال من التكرار.

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
قائمة البديل (250)
تسلسل (9)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار