التقاريرالرئيسية

.عندما يتكلم القناع – وقبح الجريمة يطغى على بريق المؤتمرات!

.عندما يتكلم القناع –
وقبح الجريمة يطغى على بريق المؤتمرات!

علاء الطائي

بين أضواء مؤتمر “مستقبل الاستثمار” ورفاهية قاعاته الفاخرة وقف “الدم” متنكراً في ثوب “الدبلوماسي”..
وقف الرجل الذي أُهِّلَ بقدرة قادر – ليلقي كلماتٍ كاذبةً حاول فيها أن يلمع صورته الباهتة ويغسل يديه الملطختين بدماء الآلاف من أبناء العراق والشعب السوري.

.أولاً —- ما هو “المثالي” في علاقاتك؟

يتحدث المجرم “الشرع” عن “علاقات مثالية” مع دول عظيمة مثل السعودية وقطر والإمارات. ونحن نؤكد أن هذه الدول هي بالفعل نماذج ناجحة ومحترمة.. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه – ما هي المعايير التي تجعل علاقة قاتل ومجرم بأي دولة “مثالية”؟

هل المثالية تكمن في تقديمك كـ”ورقة مساومة” سياسية؟
أم في كونك “أداة” مؤقتة في لعبة أكبر؟
من أمثالك من المجرمين أن لا تطمئن إذا ما وجدت من هذا الطبقة السياسية من أعجب بإجرامك ويرغب في أن يعفو ويصفح عنك. والقاعدة تقول “فاقد الشيء لا يعطيه”. هؤلاء في مآلهم إلى زوال ودعمهم لك هو دعم الغريق لقشة سرعان ما تنكسر وتغرق معه.

المثالية الحقيقية تُبنى على الاحترام والسيادة والشراكة الحقيقية وليس على المقاعد المؤقتة في المؤتمرات والتصريحات المأجورة.

.ثانياً — انتقاص مُتعمد.. و فجاجة مقصودة

عندما يفرق المتحدث بين “نجاح” بعض الدول وبين “جهد مضاعف وسرعة فائقة” لدول أخرى فإنه لا يخطئ اللسان بل يمارس إنتقاصاً متعمداً ومفتعلاً من مكانة دول عريقة مثل مصر والعراق..
.إنه لَعَجَبٌ أن يصدر هذا الكلام ممن قاد عصابته في تدمير سوريا وذلِّل شعبها.. ليتحدث عن “مواكبة التطور”!
أي تطور هذا الذي تتحدث عنه وسوريا- بأيديكم- أصبحت خراباً وبِلادكم حصدت فيها أكثر من نصف مليون قتيل؟!
أي نجاح هذا الذي تتباهى به وشعبك يُهَجَّر ويُجَوَّع ويموت تحت أنقاض بيته وبين براثن الإرهاب الذي جئتم به؟!

.ثالثاً —- دماء العراق لم تجف بعد.. وأنت تتسول عطاياه!

هذه هي سخرية القدر حقاً.
أن يقف مجرم كانت سياسته وعِصابته سبباً في سفك دماء العراقيين الأبرياء وتفجير أسواقهم ومساجدهم ليتحدث وكأنه صديق!
بل والأكثر سخرية هو أن النظام الذي يمثله اليوم يتوسل لدخول العراق ويتسول عطاياه الاقتصادية والسياسية بينما يرسل من على المنصة رسائل غادرة.

“يا مجرم”.. دماء الشهداء في العراق لم تجف بعد.. وندوب الأرامل واليتامى لم تلتئم… صوتك الناعم في المؤتمر لا يغطي على صرخات الضحايا… ابتسامتك المصطنعة للكاميرات لا تمحو صور الجرائم التي ارتُكبت باسمك وباسم من تمثل.

وتذكّر جيداً…عليك أن تدرك أن العراقيين لا يتركوا حقاً.. فلا تعتمد على تقادم الزمن لينسى الشعب جراحك…. وذكرى الشهداء تتناقل بين الأجيال لا يطويها النسيان.

الخلاصة… لن نخدع بالمسرحيات

نقول لهذا “المؤهل بقدرة قادر”– لقد فشلت مسرحية”الدولة الناجحة”. العالم يعرف من أنت.. والعراقيون والعرب على وجه الخصوص يعرفون حجم المأساة والجريمة التي تمثلها. تستطيع أن تشرئب أعناقك في المؤتمرات وتطلق التصريحات المدفوعة الثمن لتلميع صورتك.. ولكن الحقيقة أقوى من أي مؤتمر— أنت مجرم – وقاتل – ودماء الأبرياء شهادة عليك – لن تُغسلها كل مياه المحيطات.
علاء الطائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار