في العراق … حتى التصفيق له وكيل حصري !
البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
في بلاد العجائب السياسية، لم يعد التصفيق تعبيراً عن الإعجاب، بل مهنة معترف بها ومصدر دخل محترم.
نعم يا سادة، نحن نتحدث عن “دكاكين التصفيق بالتجزئة” — حيث الولاء يُقاس بعدد الصفّاقات في الدقيقة، والهتاف يُسعَّر بالدولار لا بالحماس.
في كل موسم انتخابي تُفتح الأسواق:
محل “تصفيق شعبي للجماهير الغفيرة”،
ومحل “هتاف رسمي للزعماء الكرام”،
وحتى “كشك الزغاريد الوطنية”… خصومات نهاية الموسم!
الفكرة مستوردة من فرنسا عام 1820، لكن العراقيين أبدعوا في تطويرها حتى صار لدينا صوت انتخابي، وصوت ديني، وصوت مدفوع مقدماً بالعملة الصعبة.
أما “المهوسچية” و“المهاويل” فقد أصبحوا شركات إعلامية متنقلة، يمدحون المرشح وكأنه نزل لتوه من السماء يحمل في يده مفاتيح الفردوس ومشروع ماء الشرب في آنٍ واحد.
ثم جاء الجيل المتطور: التصفيق عبر مكبرات الصوت في المساجد.
الخطيب يقول بثقة منقطعة النظير:
> “من لم ينتخب قائمتنا فالنار مثواه، ومن انتخبها فله جنان الخلود و حوريات حمراء الخدود وقصور بلا حدود !”
وهكذا تحوّل الإيمان إلى دعاية، والاقتراع إلى مسرح، والناخب إلى كومبارس محترف لا يملك إلا التصفيق.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة المرة:
الكل يصفق…
ولا أحد يسأل: لمن نُصفّق بالضبط؟
وللحديث — كما يقول أصحاب الدكاكين — تصفيقٌ آخر.
البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
مرشح مستقل
قائمة البديل (250)
تسلسل 9
زر الذهاب إلى الأعلى