الأبعاد السياسية لإستبعاد المرشحين
هادي جلو مرعي
تقوم مفوضية الإنتخابات بإبعاد عدد من المرشحين للإنتخابات النيابية المقبلة، وهو جزء من وظيفتها وفقا لمعاييرها الخاصة، وإنعكاس ذلك في السباق الإنتخابي قد يكون صادما لجهة تأثر بعض الكتل السياسية بخسارة مرشحين من العيار الثقيل يمكن لوجودهم في قوائم نلك الكتل أن يوفر ضمانات الحصول على عدد جيد من أصوات الناخبين مايمكن القائمة الإنتخابية من الفوز بمقاعد نيابية تتيح لها المنافسة والتأثير حتى في تشكيل الحكومة ونيل المناصب الوزارية وفقا لمعادلة الحصص وعدد المقاعد تلك وهي ثقافة سائدة في الحالة السياسية العراقية الراهنة ولاترقى الى مستوى أن تكون قانونا راسخا لكنها جزء من معادلة التوافق المعمول بها في العراق حيث لاحظنا كيف تضررت كتلة العزم بهذا النوع من الضغط في مقابل كتل نيابية أخرى تمارس بحقها منافسة لاترقى الى وصف الإتزان والعدالة كما حصل بالفعل خلال الفترة الماضية.
بعض الكتل السياسية الشيعية والسنية تأثرت بذلك حتما، وهناك مؤشرات على إنتفاع كتل بعينها من هذا الإستبعاد خاصة مع وجود كتل منافسة في محافظات عدة كالموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار. أحد مرشحي تحالف العزم أشار الى ذلك بوصفه إضعافا لكتلته، وتقوية للمنافسين. فإذا كان هناك مرشح قوي، ويتوفر على قدرات وشعبية، ثم يتم إستبعاده بطريقة ما فإن ذلك سيعود بالضرر على القائمة التي رشح عن طريقها، وهنا ستختل المعادلة لصالح المنافسين فالإجراء قد يكون عادلا وفقا لقوانين المفوضية لكنه ينتج عنه ضرر لمن يتم إستبعاده مايحدث خللا في المعادلة السياسية على مستوى البرلمان ومنظومة الحكم.
تحالف العزم الذي ينافس مع قوى سنية عدة في محافظات عراقية متباينة الحضور والكثافة الإنتخابية حقق تقدما كبيرا وتأثيرا عاليا في الأوساط الشعبية، وقد تأثر بفعل الإستبعادات الأخيرة ماأثر في المنافسة الإنتخابية التي يفترض أن تكون عادلة، تحمي المرشحين، والذين يؤمنون بحظوظهم في نيل أصوات كافية لزيادة قدرة الكتلة التنافسية والتفاوضية لاحقا خاصة حين يكون للصوت أثره، وللمقعد البرلماني أهميته الفائقة، لكن حجم هذا التأثير يتفاوت من مكان لآخر، ومن مرشح لسواه، ولايوجد في الواقع حل يمكن أن يحقق العدالة بين الكتل السياسية، فإستبعاد المرشح ربما يفضي الى إنكسار الكتلة التي ينتمي لها مع شعبيته العالية بين الجمهور الذي يؤمن به كفرد، أو يؤمن بالكتلة التي ينتمي لها.. فهل كانت كتلة عزم ضحية سياسية لكتل منافسة إستخدمت أساليب غير قانونية في محاولة تحييدها عن السباق ؟
زر الذهاب إلى الأعلى