الرئيسيةعربي ودولي

نواف سلام رئيس حكومة يخاصم المقاومة ويخاصم الناس!

نواف سلام رئيس حكومة يخاصم المقاومة ويخاصم الناس!

كتب إسماعيل النجار

لم يَعُد خافياً على أحد أنّ رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، بما يمثّل من توجّهٍ سياسي وارتباطات خارجية، يضع نفسه في مواجهة مفتوحة مع جوهر الكرامة اللبنانية المتمثّلة بالمقاومة،
فمنذ تسلّمه منصبه، لم يُظهر الرجل سوى انحيازٍ واضح ضد كل ما يمتّ إلى خيار المقاومة بصلة، وكأنّه جاء ليُنفّذ أجندة مكتوبة سلفاً في عواصم لا ترى في لبنان إلا ساحةً للتجاذب مع العدو الصهيوني.
المناسبة الأخيرة، المتعلّقة بإحياء ذكرى استشهاد سماحة الأمين على الدماء، السيد حسن نصرالله، كشفت عمق الخلاف بين نواف سلام وبين نبض الشارع اللبناني. فقرار منع إضاءة صخرة الروشة بصورة الشهيد الأقدس، بحجّة مرسوم إداري واهٍ، لم يكن سوى صفعة مقصودة لكل محبّي المقاومة، ولجمهورٍ يرى في نصرالله رمزاً أكبر من أن يُحاصر بمرسوم أو يُحجب بقرار بيروقراطي.
لقد مارس سلام التفافاً رخيصاً على وجدان الناس، وأوحى أنّه يملك صلاحية منع ما لا يستطيع أحد منعه! لكن الشعور بالوفاء والإجلال لقائدٍ عاش بين الناس ووقف في وجه أعدائهم كان أكبر من قرار سلام.
محافظ بيروت، وتحت ضغط الناس، سمح بالفعالية، لكنه أبقى الباب موصداً أمام إضاءة الصخرة، وكأنّ الضوء بات تهمة أو جريمة حين يرتبط بالمقاومة ورجالها.
اليوم يقف حزب الله أمام اختبارٍ داخلي بالغ الحساسية. فالجمهور الذي منحه ثقته ووفاءه لسنوات، لن يقبل أن يرى حزبه يرضخ لتعنّتٍ حكومي يراد منه إضعاف الهيبة. الرضوخ يجرّ رضوخاً، والاستسلام أمام قرار صغير كهذا يفتح شهية المتربّصين على قرارات أكبر وأخطر. لكن التحدّي، بالمقابل، أن يُقال إن المقاومة ما زالت صاحبة الكلمة الحرة، وأنها لا تنتظر إذناً كي تُعبّر عن وفائها لشهدائها.
إنّ نواف سلام، بهذا المرسوم وبهذا السلوك، أثبت أنّه رئيس حكومة يخاصم المقاومة ويخاصم الناس معاً. فالقرار الإداري، مهما زيّنه بالذرائع، لم يكن سوى محاولة لإرضاء الخارج، ولإرسال إشارات سياسية إلى من يضغطون عليه ليُسقط سلاح المقاومة من الداخل بعدما عجزوا عن انتزاعه بالقوة من الخارج.
لذلك، نقول بوضوح؛ إنّ صخرة الروشة، وسائر معالم بيروت ولبنان، هي ملك الناس، وليست ملك مرسوم ولا توقيع ولا نزوة سياسية. والشهيد السيد حسن نصرالله سيظلّ مضيئاً في قلوب الملايين، سواءً أضاءت الصخرة أم بقيت مطفأة. لكنّ الامتحان الحقيقي اليوم هو امتحان الموقف والكرامة؛ إمّا أن يُثبت الحزب أنّه ما زال عصيّاً على الإملاء، أو يُترك المجال لمن يتوهّمون أن بإمكانهم محاصرته بقرار إداري أن يجرّوا البلاد إلى هاوية الانكسار.
حذاري من التهاون في التعامل مع ح
كومة سلام وشخصه؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار