الرئيسيةالمنوعات

ثورة ٢١ سبتمبر التحول التاريخي الحقيقي لليمن والعالم أجمع (٥)

ثورة ٢١ سبتمبر التحول التاريخي الحقيقي لليمن والعالم أجمع (٥)

بشرى المؤيد

الهدف الخامس هو العمل على تحقيق الوحدة اليمنية ضمن نطاق الوحدة العربية الشاملة.
كانت الوحدة اليمنية هي حلم كل اليمنيين كي يكون شعب واحد،دم واحد، أرض واحدة،وجغراقية كبيرة واحدة.
كان الجنوب يعاني من الحكم الإشتراكي من عام ١٩٧٨- ١٩٩٠ التي أنهكته و جعلته شعب يعاني من الفقر والجوع الشديد الذي حل بهم فكان مشروع الوحدة إنقاذ لهم من هذا الحال و الوضع المزري في بلادهم فالحكم الإشتراكي لا يسمح لهم حتى بإمتلاك البيوت وكان “الروتي” يوزع لهم بعدد الأفراد الموجودين في المنزل أما الوضع في شمال اليمن كان مستقرا،آمنا، مطمأنا والمعيشة سهلة كان الدولار “بريالين” كان السفر والرحلات للخارج رخيص جدا.
توحد اليمنيين في عام ٢٢- مايو- ١٩٩٠ فرح الشعبين بهذا الحدث التاريخي و طلع الجنوبيين إلى شمال الوطن و إستقروا فيها توظفوا ،تملكوا بيوتا وفلل، توحد الجيشين و أخذ الجنوبيين مراكز و مناصب في الدولة، عرفوا معنى الحياة و تنفسوا من حكم كان جاثما على قلوبهم لا يستطيعون فعل أي شيئ في بلادهم وإستمرت الوحدة إلى عام ١٩٩٤م أراد الجنوبيين أن ينقلبوا على الوحده و أرادوا الإنفصال لإكتشافهم وفرة البترول عندهم لكن الحرب إندلعت بين الطرفين إنتهت بإنتصار الشماليين عليهم . بعد هذا الحدث خسر معظم الجنوبيين وظائفهم ثم ظهر الحراك الجنوبي الذي إحتج على الإقصاء ثم تطور إلى حركة تمرد تنادي عدم إستمرار الوحدة. فأطلق صالح شعار “الوحدة او الموت”.

ضعفت معنى الوحدة في القلوب لأنها لم تنطلق من أساسات صحيحة ومتينة تحافظ على معنى الوحدة فالوحدة هي “وحدة قلوب” قبل أن تكون وحدة جغرافيا،هي وحدة إيمان بأن التفرق فيه ضعف والتجمع فيه قوة، وحدة فهم ووعي بأهمية الوحدة لقوله تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”، الوحدة أمن و إستقرار، الوحدة ضمان وبقاء وحفاظ على الحقوق.

وحين إندلع العدوان في عام ٢٠١٥م تعاظمت الأحداث وتخلص الشمال من سيطرة السفير الأمريكي و الحديقة الخلفية ثم كان يريد انصار الله ان يتخلص الجنوب مما تخلص منه الشمال لكن تأجج قلوبهم وملؤها بالكره”للانصار” و إرادة الإنفصال القوية داخل قلوبهم جعلتهم لا يريدون الحرية والإستقلال ووقعوا في فخ و مخالب الإستعمار فعاد لهم الإستعمار بصوره جديده عن طريق الإمارات والسعودية بوضع آمال و تصور وخيال أن يجعلوا بلادهم تنافس الخليج وتكون مثل دبي. ومنوهم بالإعمار، وإستخراج الثروات والبترول، وإستثمارات وتشغيل ميناء عدن لتكون أحسن من موانئهم ؛ تبددت الأحلام وأكتشف الجنبيون أنهم تحت إحتلال لا يرحم ولا يطور وإنما زاد الفقر فقرا ، والبؤس بؤسا، والجوع جوعا لدرجة أنهم يتمنون أن تعود الامور كما كانت من قبل.

إزداد الفساد وإزداد الإنفلات و إزداد جشع الإحتلال بأخذ ثرواتهم أمام أعينهم من الذهب ومد أنابيب البترول لبلدان الغزاة أمام ناظريهم وليس هذا فقط بل جعلوا الجزر ومنها جزيرة سوقطرة كأنها ملكهم ونهبوا كل ما فيها من أشجار نادرة (كدم الأخوين) ،ونهبوا ما في بحارها من أشياء ثمينه ومنها دلافين اليمن وكل هذا يحدث ولا ينبسون بكلمة ،يخافون من السجون، يخافون من أن يعبروا عن ما يريدون برغم ما كان السيد القائد يمد يده إليهم قائلا لهم “أنتم إخوتنا وقضيتكم هي قضيتنا” لكنهم كانوا يعملون “إذن من طين وإذن من عجين” لا يرونه إلا عدوا مع أن العدوا الحقيقي قابع في بلادهم،ناهب لثرواتهم،قامع لحرياتهم، منتهكا لكرامتهم. وكل هذا بسبب أنهم لا يرون ما معنى الاخوة؟ وما معنى أن يكون أنصار الله هم سندهم وناصرهم ومخرجهم من هذا الظلام الذي هم فيه. لا يسمعون إلا كلام أعدائهم فيظنون الخير فيهم برغم مرور أكثر من عشر سنوات على إتضاح الحقائق وكشفها لكنهم ما زالوا في الغي والعمى يعمي قلوبهم وأبصارهم.

▪︎إن العدوا لا يريد إلا تفريقكم و تشتيتكم،وإستغلالكم،و يستعبدكم كعبيد له.
▪︎إن العدو نجح في تأجيج عواطفكم بالكره لإخوانكم في الشمال الذين لا يرونكم إلا كأخوة لكم يريدون لكم الخير مثل ما يتمنون لأنفسهم عملا بقول رسول الله “حب لأخيك ما تحب لنفسك”
▪︎إن العدو لا يريد مصالحكم بل يريدكم تتقاتلون وتتناحرون فيما بينكم البين ويجعلكم ضعفاء لا تستطيعون حمل السلاح لمناوئته وطرده من بلادكم فيجعل شبابكم ضعيفون ،هزيلون،ليس في قلوبهم إنتماء لتربة الوطن.
▪︎ إن العدو لا يريد توحدكم مع إخوتكم في الشمال فتصبحوا قوة امام أعدائكم ويصبح الخير الوفير للجميع ها أنتم كنم تريدون الثروة لكم فقط فأصبحت ثروتكم يأكلها الإستعمار و تذهب إليهم وإلى من يحكموكم وإلى أدواتهم الرخاص فأصبحوا متخمين من الفساد وأصبحت ثرواتهم في البنوك بملايين الدولارات من ظهر شعبكم المظلوم و المكلوم الذي ليس له حول ولا قوة.

إن ثورة ٢١ سبتمبر كانت لكم ناصحة أمينة تمد يدها لكم بكل محبة و مودة و تحذركم من مخاطر الإستعمار وهي ما زالت محافظة على الوحدة بحكمتها وبصيرتها ما زلنا ندعوكم إلى “وحدة حقيقية” وليست شكلية مبنية على أسس الإيمان بثوابتها و بأسسها. ما زال قائد هذه الثورة يمد يده لكم بكل محبة وإخلاص لأنكم إخوتنا برغم طعناتكم في الظهر لكنهم يعملون بقوله تعالى” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ”

إنه ينظر للوحدة بنظرة عميقة، بنظرة قرآنية، بنظرة رشد وبصيرة،بنظرة محبة وألفه.
إنه لا يرى المصلحة الشخصية بل يرى المصلحة مصلحة شمولية تؤدي إلى وحدة عربية إسلامية.
إنه يرى في الوحدة الخير الذي يعم الكل و ليس الخاص.
إنه يتجاوز ويتسامح وما يهمه إلا مصلحة الكل.

فقوموا وأنهضوا وكونوا واعيين و إستفيقوا من نومكم الطويل الذي عمى قلوبكم وإطردوا المستعمر الجاثم على قلوبكم ولا تكونوا منبطحين لأوامرهم وأوامر أسيادهم.
ثقوا بالله و توكلوا عليه و انفضوا الغبار من رؤوسكم لتروا عين الحقيقة أن عدوكم ما يريد لكم إلا الشر،حرروا أرضكم وعودا ليمنيتكم ولقول الرسول “الإيمان يماني والحكمة يمنية” واجعلوا قلوبكم ملؤها محبة لإخوانكم واصدقوا مع الله ومعهم حتى ينصركم الله على أعدائكم وتصبح “الجمهورية اليمنية” هي الجمهورية الحقيقية لدمج قلوب شعبها على المحبة والأخوة و التعاون فتكونون مثلا لوحدة حقيقية كما أراد الله ورسوله في القرآن الكريم “بلدة طيبة ورب غفور”
وجهوا سهامكم نحو عدوكم نحو من يريد بكم المكر من يريد بكم السوء فلا تصدقوا عدوكم و مآمراته إنما هي عليكم ضدكم لأنه لا يريد لكم الخير أبدا وإنما يريد حرف مساركم عن الإتجاه الصحيح فتفشلوا و تهزموا وتذلوا وتصبحوا عبيد لهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار