الرئيسيةالمقالات

أموال الجزيرة والخليج… مشروع تمزيق اليمن تحت عنوان الشرعية

أموال الجزيرة والخليج… مشروع تمزيق اليمن تحت عنوان الشرعية

محمد علي اللوزي

منذ اندلاع الأزمة اليمنية، تكالبت أموال الجزيرة والخليج علينا تكالبًا لا هوادة فيه، ليس بدافع نصرة أو إخاء، بل بهدف تمزيق اليمن أرضًا وإنسانًا تحت شعار زائف اسمه عودة الشرعية. هذا الشعار لم يكن سوى غطاءٍ لمشروع أكبر: مشروع تدمير وطن، وإغراقه في صراع لا ينتهي، وتحويله إلى ساحة تصفية حسابات وأطماع.

تدفقت مليارات الدولارات، لا من أجل بناء مدرسة، أو مستشفى، أو إعمار أرضٍ دمرتها الحرب، بل لشراء آلة القتل والدمار، ولشراء الذمم، ولشراء صمت المجتمع الدولي. أموال هائلة وُظِّفت لإشعال الفتن وإطالة أمد الحرب، حتى غدا الحقد الذي يحملونه على اليمن أكبر من أن يُفسَّر، وأثقل من أن يُحتمل.

الأشد إيلامًا أن بعض إخوتنا من أبناء اليمن كانوا الأداة والمعبر لتلك المؤامرة. سياسيون وأحزاب رهنت نفسها لأموال الخليج، وتخلت عن مسؤوليتها الوطنية، فتحولت إلى بوق يبرر الجرائم، وإلى جسر يُعبر عليه المحتل نحو تمزيق الوطن. أما مجلس النواب، الذي يفترض به أن يكون حصنًا للناس وصوتًا للحق، فقد انخرطت غالبيته في هذا المستنقع، باستثناء قلة آثرت البقاء خارج هذا العار. خانوا الأمانة، وانتموا للشيطان، وصاروا أحيانًا أكثر عداوة من الأعداء أنفسهم.

لم يقتصر الأمر على الداخل، بل تعداه إلى الخارج. المجتمع الدولي، الذي يتشدق بحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، صمت صمتًا فاضحًا. صمت لم يكن بريئًا، بل مدفوعًا بأموال النفط والغاز، فغض الطرف عن الجرائم والانتهاكات، وبارك ضمنيًا ما يتعرض له اليمن من قهر وقتل وتجويع وحصار.

الحقد والكراهية التي يعتنقها هؤلاء ضد اليمن ليست عابرة، بل ممنهجة، إذ يسعون إلى قتل الحلم اليمني بالعيش البسيط الكريم، وإلى تدمير الأرض ومصادرة السيادة وإفقاد الإنسان حقه الطبيعي في الأمن والاستقرار. يتداعون علينا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، ينهشون في لحم الوطن بلا رحمة، وكأنهم شياطين لا يعرفون للعهود ولا للمواثيق قيمة، ولا للجوار ولا للدين حرمة، ولا للعروبة معنى.

لقد تهاوت قيم الأخوة أمام أطماع المال والنفوذ. لم يعد للأخوة عندهم اعتبار، ولا للدم المشترك مكان، ولا للجغرافيا والتاريخ احترام. الأخوة عندهم مجرد ورقة للاستهلاك السياسي والإعلامي، بينما في الواقع يمارسون أبشع صور الغدر والخيانة.

رغم كل هذا، فإن الشعب اليمني أثبت عبر التاريخ أنه لا ينكسر. اليمنيون قد يضعفون بفعل الحصار والتجويع والتكالب، لكنهم لا يفقدون روح المقاومة ولا يقبلون الذل. كل يمني يضع يده بيد المعتدين لاغتيال أنبل ما فينا، وهو إنسانيتنا وحقنا في العيش الكريم، إنما يبيع نفسه قبل أن يبيع وطنه. والتاريخ لا يرحم الخونة.

كلمة أخيرة

لقد دارت الدائرة واستدارت، واشتد عود اليمن وصار قوة في المنطقة يحسب لها حساب.

هو اليوم قادر على انتزاع حقه من مخالب الشيطان.

هو اليوم قوي بإيمانه، بعزيمته، بقيادته الثورية متمثلة في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

وهو اليوم يمضي قدما، يحوز على النصر، يقاوم الشر المستطير، ينهض كالعنقاء من بين الرماد، يسترد حقا، ويثأر لأيام مرت عليه عسيرة بفعل المال المدنس.

اليمن اليوم غيره بالأمس،( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) وماضاع حق وراؤه مطالب.

والخزي والعار للخونة والمتصهينين وقوى الشر أينما وحيثما وجدت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار