ماذا بعـد..؟
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
(سيتفاجأ العـرب، ذات يوم، أننا قد أوصلنا أبناء إسـ.. ـرائيل إلى حكم بلادهم..)
عندما تقول هذا الكلام إمرأة بحجم رئيسة وزراء الكيان الصـ.. ـهيوني السابقة «جولدا مائير»، فهذا يعني أن قراراً كان قد اتخذ يومها بهذا الشأن، ليس من اليوم، وإنما منذ أكثر من خمسين سنة تقريباً..
وأنهم أيضاً سيعملون وبسخرون إمكاناتهم كاملة في سبيل، ومن أجل الوصول إلى تحقيق هذا الهدف..
وأنها عندما تقول: «أبناء إسـ.. ـرائيل»، فهذا لا يعني، بالضرورة، أن الأمر سيقتصر فقط على حملة الجنسية أو التابعية الإسـ.. ـرائيلية، وإنما هو يشمل أيضاً كل الأبناء بمن فيهم الأبناء بالتبني..
وأنه عندما يصدر مثل هذا الكلام، فإنه بالطبع لم يصدر عن حاكم عربي حتى نمر عليه مرور الكرام دون أن نلتفت إليه أو نعيره شيئاً من اهتمام، وإنما صدر عن واحدة من أهم وأخطر من حكموا وقادوا هذا الكيان..
المهـم..
هل تحقق لهم ذلك..؟
وهل نجحوا في الوصول إلى مراكز صنع القرار المتقدمة أو الأولى في النظام الرسمي العربي..؟
أعتقد ذلك، بصراحة..
بل، أجزم بذلك..
فقط أُلقُوا نظرة واحدة على واقع النظام الرسمي العربي اليوم وإلى حاله المزري والمخزي، وستعرفون يقيناً، أن هذا الكيان الصهيوني قد نجح فعلاً في تحقيق ما كانت قد وعدت وأكدت عليه جولدا مائير..
وأن من يحكمون بلداننا وأوطاننا العربية اليوم لا يبدو أنهم من أبناء وفلذات أكباد هذه الأمة، وإنما هم، في الحقيقة، من أبناء إسـ.. ـرائيل بالتبني..؟!
فنحن، في الحقيقة، لم نعد نتحدث اليوم عن مجرد حالة خذلان عربي لغـ..ـزة وفلسـ..ـطين، أو عن حالة إهمال أو تقاعس أو ضعف أو عجز أو ما شابه ذلك حتى نستبعد فكرة الربط بين هذا الواقع العربي المزري وبين ما كانت قد ذهبت إليه تلك العجوز الشمطاء..
نحن نتحدث اليـوم عن حالة تمالؤ وتآمر وارتهان وخيـانة وتماهٍ عربي رسمي كامل وواضح وعلني مع سياسات هذا الكيان في غـ.. ـزة وفلسـ.. ـطين..
نحن نتحدث عن حالة إذعان كامل وانبطاح تام، وتطبيع مجاني، وبيع علني ـ عيني عينك ـ وعلى المكشوف..
كل هذه المعطيات وهذه المؤشرات والدلائل لا تفسير لها سوى أن قطعان الصـ.. ـهاينة قد وجدوا، وأوجدوا، فعلاً، ما وعدتهم عجوزهم «مائير» حقاً، في الوقت الذي لم نجد ما وعدتنا به شعاراتنا وإعلامنا العربي الزائف حقا..!
وأننا نعيش اليوم مرحلة أبناء إسـ.. ـرائيل (بالتبني) حتى وإن رأيناهم يدينون بديننا أو يتحدثون لغتنا العربية بطلاقة..
فماذا بعد..؟!
زر الذهاب إلى الأعلى