
إنشاء أيقونة النضال وشموخ الشهامة
✒️ريما فارس كاتبة صحفية واعلامية من لبنان المقاومة
في تاريخ الشعوب، هناك رجال يُخلدون أسماؤهم بحروف من نور وهم على قيد الحياة، لأنهم صنعوا مجداً يعجز الزمان عن طمسه. والفريق سلطان السامعي واحد من هؤلاء الأبطال؛ رجل لم يكن مجرد قائد عسكري أو سياسي، بل رمزاً للشهامة والنضال، يجسد في شخصه كل معاني القوة والإرادة الصلبة.
وُلد الفريق سلطان السامعي من رحم الكرامة، وتربى على قيم العزة والإباء. نشأ كقائد بالفطرة، يحمل على كتفيه هموم وطنه وأحلام شعبه. منذ نعومة أظفاره، رفع شعاره الخالد: “الحرية والعدالة فوق كل اعتبار”، فاختار طريق النضال، طريقاً لا يسلكه إلا أصحاب القلوب الجريئة والعقول الحكيمة.
كرّس الفريق السامعي حياته في سبيل القضايا الوطنية الكبرى، وبرز كقائد ميداني وشخصية وطنية تحظى باحترام الجميع. كان صوته صداحاً بالحق، ووقفاته شامخة كالجبل لا تهزها العواصف. عرفه رفاقه قائداً شجاعاً وصديقاً مخلصاً، وعرفه خصومه خصماً عنيداً لا يساوم على مبادئه.
ومن أبرز محطات نضاله قيادته حملة كسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي، تلك الخطوة التاريخية التي جسدت شجاعته وإصراره على انتزاع حق اليمنيين في كسر القيود المفروضة عليهم، وأثبتت أنه قائد ميداني لا يكتفي بالشعارات، بل يترجمها أفعالاً على أرض الواقع.
في مسيرته العسكرية والسياسية، كان الفريق سلطان السامعي نموذجاً للقائد الذي يمزج بين الحكمة والشجاعة، وبين القوة والإنسانية. رؤيته كانت أبعد من ساحات المعارك، إذ كان يعي أن البناء الحقيقي للأوطان يبدأ بوحدة الصف وتعزيز القيم الوطنية.
ولأن العظماء دائماً عرضة للاستهداف، تعرض السامعي لحملات إعلامية مغرضة، كان آخرها ما شنّته الأقلام المأجورة عقب لقائه الأخير على قناة الساحات. حاولوا تشويه صورته والنيل من سمعته، لكن الجبل لا تهزه الرياح، ورجلٌ مثل سلطان السامعي لا تنال منه الشائعات ولا تُثنيه عن أداء رسالته الوطنية.
رغم كل التحديات، بقي الفريق سلطان السامعي صلباً كالحديد، وفياً لقسمه ولشعبه، مقاوماً لكل محاولات الإحباط والتثبيط. مواقفه الصلبة وثباته أمام العواصف جعلت منه رمزاً وطنياً يُحتذى به، وصوتاً للحق في كل ميادين النضال. باسمه تُكتب صفحات العز، وبمسيرته تتجدد معاني الوفاء للوطن والقيم السامية. سلطان السامعي ليس مجرد قائد، بل أسطورة حية تلهم الأجيال وترسم معالم الطريق لكل من يؤمن بالحرية والعدالة.
ريما فارس



