“العراق: برميل بارود
ا.د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
في العراق، كلُّ شيء يتحرك… إلا المواطن.
وكلّ شيء يعمل… إلا الدولة.
والمشاريع تُنجز على قدمٍ وساق… لكن على الورق، أو على برنامج “فوتوشوب” بخبرة محترف إعلام حكومي.
تخيّل وطنًا يملك:
أضخم موازنة في الشرق الأوسط،
وأعلى نسبة بطالة،
وأطول ساعات انقطاع كهرباء،
وأكثر خطب وطنية فارغة تنتهي بعبارة “سنعبر هذه المرحلة”… منذ عشرين عامًا وهم يعبرون، ولا أحد يعرف إلى أين.
في هذه الدولة الديمقراطية المفترضة:
رئيس الحكومة يزعم أنه “ابن الدولة”، لكنه ينام في حضن الدولة العميقة.
رئيس البرلمان لا يعرف عدد النواب، وقد يرحّب في جلسة برلمانية بـ”زملاء متوفين”.
أما النواب، فهم يتناوبون بين “حضور الجلسات” و”علاجات في الخارج” بسبب الإرهاق الناتج عن التفكير بمصير الشعب.
الجارة إيران تقول: بغداد بوابتنا إلى القدس.
تركيا تقول: كركوك امتداد تاريخي لولاية عثمانية.
أما أمريكا، فهي تكرر: “نحن هنا لحماية الديمقراطية”… لكنها نسيت أن الديمقراطية اختنقت منذ سنوات ولم يُعثر على جثتها حتى الآن.
والمواطن؟
المواطن العراقي يتنفس الصبر، يشرب ماءً ملوثًا، يقرأ أخبار العجائب، ويقول في نفسه:
“لا أريد شيئًا… فقط إذا حدث انقلاب، أرجو إعلامي كي أُحضّر الشاي للثوار”.
أما الطبقة السياسية، فقد حولت البلاد إلى قدر ضغطٍ يغلي فوق نار الفساد، وأحكموا غطاءه بطابوق الميليشيات.
يخنقون الناس تارةً بسعر صرف، وتارةً باسم الدين، وأخرى باسم الوطن… وكأن المواطن مجرد “مادة قابلة للتصويت”.
لكننا – رغم ذلك – لا نُبشّر بيأس مطلق.
فالانفجار قادم، لا محالة…
لا لأنّ الناس تريد الثورة، بل لأنّ القهر بلغ حنجرته الأخيرة، وقد قرر أن يصرخ.
وحينها، لا تستغرب إن قرأت في العناوين:
“انفجار سياسي يهز بغداد… ولا خسائر بشرية تُذكر، لأن من في الحكم ليسوا من البشر أصلًا.”
ا.د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي
مرشح مستقل
# قائمة البديل
تسلسل ٩
زر الذهاب إلى الأعلى