الرئيسيةعربي ودولي

في زمن الحصار… يولد الجبّار

في زمن الحصار… يولد الجبّار

بقلم: ريما فارس

ليس الحصار جغرافيا مغلقة، ولا قيدًا على الدواء والغذاء فحسب.
الحصار، حين يُفرض على وطن كاليمن، يصبح محاولة وقحة لاغتيال الروح، لخلع الذاكرة، ولإخضاع الإرادة التي لم تنحنِ يومًا… ولن.

منذ أعوام، يُحاصر اليمن، وتُغلق مطاراته، ويُمنع الجريح من العلاج، والمسافر من اللقاء، والطالب من الرحيل.
مطار صنعاء، بوابة الحياة، تحوّل إلى رمزٍ للموت البطيء.
لكن في قلب هذا الخنق الجماعي، ارتفع صوتان رفضا الاستسلام، وصار جهدهما رئةً تنفست منها الكلمة والموقف: العميد حميد عبد القادر عنتر، والفريق سلطان السامعي.

لم يرضَ هذان القائدان أن يكونا مجرّد شهودٍ على الجريمة.
فمن خلال الحملة الدولية لكسر الحصار عن اليمن، تحوّلا إلى ضميرٍ ناطق باسم الشعب، حاملَين وجع المطار إلى كل منبر حرّ، وكل ساحة فكر، وكل ندوة تُعقد، مهما كان حجمها.
نقلا صورة الحصار من جغرافيا اليمن إلى خرائط العالم.
جعلا من الكلمات محاكمات رمزية، ومن اللقاءات حلبات اشتباكٍ أخلاقي مع الذين يروّجون للصمت.

العميد عنتر، بحضوره المتقد وشجاعته الفكرية، لم يكن مجرد منسقٍ لحملة، بل مقاتلٌ بالكلمة، يرسم في وجه العتمة خارطة وعي جديدة، ويدير المعركة الإعلامية كما لو كانت جبهة قتال.
أما الفريق سلطان السامعي، فكان الوجه السياسي الذي يربط الوجع بالموقف، يحفر في جدار اللامبالاة نوافذ نور، ويسند صمود الناس بلسان الحق والعدل.

المؤتمرات التي ينظمانها، البيانات التي يكتبانها، الشهادات التي يقدمانها… كلها ليست أدوات إعلام، بل أدوات مقاومة.
لا يتحدثان من منبر فوقي، بل من قلب الوجع، ومن أرضية مشتركة مع كل مواطن ينتظر فتح نافذة على العالم.
وبفضل جهودهما، بات حصار المطار قضية رأي عام دولي، لا مجرد شأن يمني داخلي.

الحملة التي يقودانها لم تطلب صدقات العالم، بل كشفت نفاقه.
لم تتسول ممرًا إنسانيًا، بل طالبت برفع الظلم من جذوره.
لذا، تحوّل هذا العمل إلى حالة وعي ممتدّة، لا تقتصر على المطالبة، بل تبني ذاكرة، وتحفّز الرأي العام، وتصوغ رواية يمنية خالصة.

الشعب اليمني لا يشكو. لا يبكي على الشاشات. لا يستجدي المجتمع الدولي.
هو من طينة أخرى.
وأمثال عنتر والسامعي هم تجلّيات هذه الطينة: صلابة، وكرامة، ورؤية.

حين يُقصف المطار، لا يُغلق فقط طريق، بل تُغلق آلاف الحكايات.
وحين يقف في وجه هذا الحصار رجالٌ لا يملكون إلا صوتهم وصدقهم، فهم يفتحون بوابة أخرى… اسمها الوعي.

وفي اليمن، من لم يمت بالحرب، قرّر أن يحيا بالموقف.
والحملة الدولية لكسر الحصار، بقيادة أحرارها، ليست صرخة، بل مشروع تحرر. اخيرا نشكر قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار ممثله برئيس الحملة الدولية العميد حميد عبد القادر عنتر والاستاذ عبد الرحمن الحوثي نائب رئيس الحملة المنسق العام
والاستاذ خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي
والاخ حسن مرتضى منسق المؤتمرات الدوليه ممثل الحملة في استراليا
والدكتور مراد الصادر رئيس الفريق الاجنبي للحملة الدولية والى كافة اعضاء الحملة الدولية لكسر الحصار في كافة دول العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار