الرئيسيةالمقالات

إيران ورسالة الردع الشامل

بيان صحفي

إيران ورسالة الردع الشامل

بقلم د. محمد حسن الرقيمي

في ظل التصعيد المتواصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الإسرائيلي تتجلى بوضوح معالم توازن الردع الجديد الذي فرضته إيران عبر قدراتها العسكرية المتطورة التي تم بناؤها وتطويرها على مدى سنوات من الحصار والتهديدات المتكررة إذ لم تعد إيران تكتفي بالرد الدفاعي بل أصبحت تملك زمام المبادرة والقدرة على إحداث دمار واسع داخل عمق الأراضي المحتلة في حال استمرار أي عدوان أو تهور عسكري من قبل إسرائيل.
إيران اليوم تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى وصواريخ كروز الدقيقة والطائرات المسيرة الذكية وفي كل يوم تعرض صواريخ ومسيرات جديدة ومتطورة وذو مواصفات مذهلة ومتفوقة وقد أثبتت فعاليتها في الميدان وتمكنت من اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة وإعطالها كما أن إيران باتت قادرة على ضرب أهداف عسكرية وأمنية واستراتيجية داخل إسرائيل تشمل مراكز القيادة والسيطرة القواعد الجوية الموانئ المطارات منشآت الطاقة ومحطات المياه والكهرباء والمواقع النووية الحساسة.
قدرة إيران على شن ضربات دقيقة وموجعة تعني أن أي مواجهة شاملة لن تكون لصالح إسرائيل بل ستؤدي إلى شلل تام في البنية التحتية وتوقف مفاصل الدولة عن العمل وخروج الملايين إلى الملاجئ وهروب الاستثمارات وانهيار الأسواق وارتفاع تكلفة الحرب بشكل غير مسبوق كما أن إيران لا تتحرك منفردة بل بعون الله ونصرة لمحاربة اعدائه الصهاينة في اسرائيل نصرتاً لدماء الأبرياء في غزة وبدعم محور المقاومة المنتشر على حدود إسرائيل من غزة إلى جنوب لبنان وسوريا والعراق واليمن وحلفاؤها من الدول القوية المتقدمة مثل باكستان الشقيق والصين وروسيا وهو ما يعني أن المعركة ستكون متعددة الجبهات ومرهقة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا للكيان الصهيوني.

إيران بعثت برسالة استراتيجية مفادها أن زمن الهجمات الآمنة من الجو قد انتهى وأنها باتت قادرة ليس فقط على الرد بل على قلب المعادلة وفرض معادلة ردع فعلي تضع تل أبيب وحلفاءها أمام واقع جديد وهو أن أي عدوان لن يمر دون ثمن باهظ وأن تدمير إسرائيل لم يعد احتمالًا مستبعدًا في حال تمادت في غطرستها وعدوانها.
من هذا المنطلق فإن المنطقة أمام مرحلة جديدة عنوانها أن من يبدأ الحرب لن يكون هو من ينهيها وأن إيران قادرة على قلب الطاولة على رأس من يحاول العبث بأمنها أو أمن حلفائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار