عوامل فشل مخرجات القمة العربية في بغداد تجاه غزة
تقارير “بسمار نيوز”
بقلم وتحليل: د. محمد حسن الرقيمي
عقدت القمة العربية في بغداد وسط آمال كبيرة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتقديم دعم فعّال للشعب الفلسطيني. إلا أن الواقع الميداني بعد القمة كشف عن فجوة واسعة بين التصريحات الرسمية والتطبيق العملي، مما يثير تساؤلات جادة حول مدى فاعلية هذه القمم في التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة.
غياب آليات التنفيذ والضغط الدولي
رغم ما صدر عن القمة من بيانات تدعو إلى وقف العدوان وتقديم المساعدات، لم يتم الإعلان عن أي خطوات عملية واضحة أو آليات تنفيذية ملموسة. كما غاب التنسيق مع القوى الدولية الكبرى التي كان من الممكن أن تمارس ضغطًا فعليًا على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، وهو ما أضعف تأثير مخرجات القمة على أرض الواقع.
استمرار التصعيد الإسرائيلي
ما بعد القمة شهد تصعيدًا متزايدًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث استُهدفت المناطق السكنية والبنية التحتية، وسقط عدد كبير من الضحايا المدنيين. هذا التعنت الإسرائيلي يُظهر بوضوح مدى تجاهله لبيانات القمة، ويعكس ضعف الموقف العربي في تغيير مسار العدوان.
غموض في خطط إعادة الإعمار
رغم إعلان بعض المبادرات لإعادة إعمار غزة، إلا أن تفاصيل هذه الخطط ظلت غامضة، سواء من حيث التمويل أو الجهات المنفذة أو آليات الرقابة. هذا الغموض يُثير شكوكًا جدية حول مدى الجدية في تنفيذ هذه المبادرات على أرض الواقع.
غياب التنسيق مع الفصائل الفلسطينية
لم تُظهر القمة أي بوادر تنسيق فعلي مع القوى الفلسطينية الفاعلة، خصوصًا حركة حماس التي تسيطر على غزة، ما يُضعف أي مساعٍ جدية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. فبدون توافق داخلي فلسطيني، تبقى هذه الجهود ناقصة وعديمة التأثير.
ضعف الموقف العربي الموحد
رغم وحدة التصريحات، إلا أن الواقع أثبت غياب موقف عربي موحد فعّال يمتلك أدوات ضغط اقتصادية أو سياسية يمكنها أن تُحدث فرقًا. لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة أو عقابية تجاه إسرائيل في حال استمرارها في العدوان، ما يجعل بيانات القمة أقرب إلى الأمنيات منها إلى المواقف الحازمة.
الخلاصة
ما خرجت به القمة العربية في بغداد لم يتجاوز حدود الكلمات المنمقة أمام الكاميرات، في ظل غياب كامل لأي أدوات عملية أو مواقف حقيقية للضغط على إسرائيل. وحتى تتحول هذه القمم إلى أدوات فاعلة، يجب أن تخرج من دائرة الخطابات إلى فضاء الفعل، بتوحيد الصف الفلسطيني والعربي، وتفعيل التنسيق الدولي، وبناء استراتيجيات حقيقية للضغط السياسي والاقتصادي على الاحتلال. فدون ذلك، ستظل الدماء تسيل في غزة، بينما تُلقى الخطب في القاعات المكيّفة.
زر الذهاب إلى الأعلى