الرئيسيةالمقالات

قمة الشهيد عزالدين سليم القاتل في بغداد… فهل نرضي الضحية أم نُكرم القاتل؟

قمة الشهيد عزالدين سليم
القاتل في بغداد… فهل نرضي الضحية أم نُكرم القاتل؟

علاء الطائي

في مثل هذا اليوم، كان من المفترض أن يتوجّه الشهيد عز الدين سليم إلى تونس ليرأس القمة العربية بوصفه رئيس مجلس الحكم في العراق، بعد أن تعذّر انعقاد القمة في بغداد. اغتيل الرجل قبل أن يبلغ القمة. واليوم، وبعد عقدين تقريباً، يقف رفيقه في درب الدعوة السيد محمد شياع السوداني على منصة بغداد ليرأس قمة عربية طال انتظارها… لكن الغريب، والمؤلم، والمفجع، أن يُدعى إلى القمة ذاتها من تلطخت يداه بدم الشهيد. أي مفارقة تاريخية هذه؟! أي عبث بالكرامة والذاكرة؟!

عز الدين سليم، أبو ياسين، لم يكن مجرد سياسي عابر في تاريخ العراق، بل كان مفكرًا وداعية رجلًا جمع بين الإيمان والوعي بين القلم والموقف، بين حلم الدولة وعدالة المشروع. استشهد في لحظة كان العراق فيها يبحث عن كرامته وسط ركام الاحتلال والإرهاب، وكان من القلائل الذين لم يساوموا على القيم من أجل الكراسي.

واليوم، في الذكرى السنوية لاستشهاده، تطل علينا بغداد بقمة عربية جديدة، قمة كان يمكن أن تكون مدعاة فخر وكرامة للعراقيين جميعًا، لولا أن دعوة قاتله المحتمل — الجولاني، زعيم النصرة، الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين والسوريين على السواء جاءت لتنسف الأخلاق من جذورها، وتدوس على ذاكرة الشهداء بلا وجل.

هل يعلم السيد محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء، أن اليوم الذي اختير لعقد هذه القمة يصادف الذكرى السنوية لاغتيال رفيقه في الدعوة، الشهيد عز الدين سليم؟! وهل يرضيه أن يُستقبل من تتقاطع بصماته مع قتلة أبي ياسين في يوم كهذا؟! أية رسالة نريد إيصالها؟
وأي عراق نريد تقديمه للعرب والعالم؟!
عراق يُكرّم قاتليه؟
أم عراق يخلد شهداءه؟!

إن من أبسط القيم، أن لا تدعو قاتلًا إلى مأدبة العزاء، فكيف إن كانت المأدبة قمةً سياديةً تقام في يوم استشهاد صاحب الدعوة الأول نفسه؟!
نقول للسيد السوداني، بكل وضوح ومحبة وألم:
إذا كنتم عاجزين عن طرد القاتل فسمّوا القمة باسمه
اجعلوها “قمة الشهيد عز الدين سليم”.
و نترك للتاريخ أن يميّز بين من صعد بها إلى منصة العزة، ومن أراد أن يدوسها بأقدام القتلة.
علاء الطائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار