الرئيسيةالمقالات

أمريكا والكيان الصهيوني يريدون القضاء على النظام الإيراني وليس تسوية الملف النووي الإيراني

أمريكا والكيان الصهيوني يريدون القضاء على النظام الإيراني وليس تسوية الملف النووي الإيراني

يكتبها : محمد علي الحريشي

من يعتقد أن الرئيس الأمريكي «ترامب» ومن خلفه اللوبي اليهودي الصهيوني، الذي يتحكم بصناعة القرارات السياسية داخل الدولة الأمريكية، ويتحكم بتوجيه دفة السياسة الخارجية الأمريكية وبما يخدم مصالح الإمبريالية وطبقة رأس المال الغربية، وخدمة الوجود الإستيطاني اليهودي الصليبي الغربي في فلسطين المحتلة. من يعتقد أن دخول الإدارة الأمريكية في عهد الصهيوني التاجر الرأس مالي «ترامب» مع إيران في مفاوضات بملف البرنامج النووي الإيراني حتى الوصول إلى إتفاف وتسوية عادلة، تحفظ لإيران الحق في الإستخدام السلمي للطاقة النووية وتحت الإشراف الدولي،ويسمح لها بتخصيب اليورنايم بنسبة %3 فقط،ويرفع عنها بالمقابل العقوبات الإقتصادية الأمريكية فهو واهم،من يعتقد ذلك فهو واهم. الدولة الرأس مالية الليبرالية الأمريكية، واللوبي اليهودي الصهيوني، ودولة كيان الإحتلال في فلسطين، وأنظمة النفط في مشيخات الخليج الفارسي تجمعهم حقيقة واحدة، وهي القضاء على الثورة الإسلامية في إيران، والقضاء على نظام الحكم في طهران، وتقسيم الجمهورية الإسلامية في إيران إلى ست دويلات قومية،هذا هو الهدف الذي تسعى إليه أمريكا والصهيونية وأنظمة النفط والدولار من أول يوم إندلعت فيه الثورة الإسلاميةفي إيران عام 1979،ولذلك شنت الإمبريالية الأمريكية، ومشيخات النفط في الخليج الحرب، بتوريط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بشن الحرب على إيران، لم تكن الحرب العراقية ضد الشعب الإيراني إلا واجهة وعنوان عريض لحرب أمريكية غربية، بهدف وأد الثورة الإسلامية والقضاء عليها، من أجل بقاء المصالح الأمريكيةوالغربية في المنطقة في مأمن، من أجل الحفاظ على أمن ووجود كيان الإحتلال اليهودي الصهيوني في فلسطين. طيلة العقود الماضية ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران حتى اليوم، وأمريكا وتحالفها الغربي وكيان العدو الصهيوني وأنظمة الذل والعار في الخليج، يسخرون كل الإمكانيات للقضاء على الثورة في إيران، والقضاء على الدولة والنظام الإيراني، وعلى هذا تتصاعد المؤامرات وتتضاعف الأحقاد وتتراكم النوايا الخبيثة تجاه إيران. الرئيس الأمريكي «ترامب» يحمل في جعبته مشروع القضاء على الثورة والنظام والدولة الإيرانية، وعندما توهم بإضعاف حزب الله في لبنان، وتحييد فعله الثوري والمقاوم، وتكبيل مواقفه بالإتفاق الأخير مع كيان العدو، الذي حد من حركته عقب ماحل به من طعنات غادرة، وإختراقات إستخباراتية أثناء وقوفه الداعم للشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى ، وعندما تغيرت الأوضاع في سوريا التي كانت تشكل دعماً لوجستياً لمقاومة حزب الله،فتغيرت الأوضاع لصالح أمريكا وكيان العدو، وتم إرهاق المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة بفعل العدوان والمجازر وحرب الإبادة الصهيونية، هنا لاحت فرصة ذهبية للرئيس الأمريكي، وللوبي اليهودي الصهيوني ولدولة كيان الإحتلال ولأنظمة النفط والدولار الخليجية، لتوجيه سهم بوصلة المؤامرات نحو إيران، للإنتقام من مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني ودورها المؤثر في دعم قوى محور المقاومة، خاصة قوى حزب الله وقوى حماس والجهاد في فلسطين، ففي ضل ماتعرض له حزب الله، والمقاومة الإسلامية الفلسطينية، وماحدث في سوريا،ظنت أمريكا وكيان العدو الصهيوني إن الدور قادم على إيران، ولم يبق إلا ذراع واحد وهو اليمن، ففي نفس الوقت الذي شنت فيه أمريكا العدوان على اليمن، كانت الحسابات العسكرية الأمريكية والصهيونية والخليجية، أن الحملة العسكرية الأمريكية، سوف تحقق أهدافها على اليمن في غضون شهر زمان بالكثير، وسوف ينعكس ماحدث في سوريا ولبنان على نفسيات الجيش والقيادة والشعب اليمني، وبناء على تلك الحسابات الخاطئة، أعلن الرئيس الأمريكي تهديداته لإيران تزامناً مع شن العدوان على اليمن، وحدد للحكومة الإيرانية مهلة لمدة شهرين، للدخول في مفاوضات مباشرة مع الأمريكي، ليس على ملف البرنامج النووي الإيراني فقط،بل على ملفات أخرى خاصة برنامجها الصاروخي وعلاقاتها الإقليمية مع قوى المقاومة،كانت حسابات الرئيس الأمريكي، أنه في غضون شهر يكون قد حقق أهداف حملته العسكرية على اليمن، وحقق تحييد المقاومة اليمنية،وفك الحصار البحري عن كيان العدو، وهنا سوف تصبح إيران وجهاً لوجه أمام أمريكا والكيان الصهيوني واللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا والغرب والأنظمة النفطية الخليجية، الرئيس الأمريكي حمل في جعبته، مشروع القضاء على الثورة الإسلامية في إيران، والقضاء على الدولة الإيرانية، وفرض الشروط والإملاءات على النظام الإيراني، من خلال المفاوضات الأمريكية الإيرانية، لكن ماذا حدث؟ عندما فشلت الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن من تحقيق أهدافها خلال شهر من بداية العدوان، أدرك الرئيس الأمريكي ومن خلفه كيان العدو الصهيوني واللوبي اليهودي الصهيوني، وأنظمة النفط الخليجية، أن حساباتهم في الإنفراد بإيران كانت خاطئة ، لذلك ظهرت ملامح الإرباك على التحركات السياسية الأمريكية والصهيونية، عندما إستدعي «ترامب» رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني «ناتنياهو» على عجل إلى واشنطن، والذي أبلغه بفشل مخطط القضاء على الثورة الإسلاميةفي إيران، والقضاء على الدولة والنظام الإيراني ،لذلك خفت لهجة التهديدات الأمريكية، بشن عملية عسكرية قوية ضد إيران، في حال لم تمتثل للأوامر والإملاءات الأمريكية، فغيرت الإدارة الأمريكية لهجة تعاملها مع إيران تحت تأثير فشل مخططاتها العدوانية في اليمن، لكن الإدارة الأمريكية لم تيأس، ومازالت تنتظر تحسن وضعها العسكري في اليمن، لتنفذ المخططات المعادية لإيران. أمريكا لاتريد إبرام أية إتفاقيات مع إيران، في موضوع برنامجها النووي الذي يضمن من إيران عدم وصولها إلى مرحلة إنتاج السلاح النووي، لأن الأهداف الحقيقية الأمريكية والصهيونية والخليجية، هي إنهاء الوجود السياسي الإيراني، وليس الحد من البرنامج النووي الإيراني في حدوده المدنية والسلمية،
لذلك أمام أمريكا عدة خيارات للتعامل مع إيران أثناء المفاوضات الحالية،إما التلاعب بالوقت حتى يتحسن موقفها التفاوضي وبالتالي تفرض شروطها، أو في حالة عدم تمكنها من إيجاد فرص لصاحها في حملتها العسكرية على اليمن، هو اللجوء إلى المماطلة في المفاوضات، وطرح مقترحات على الوفد الإيراني المفاوض خارج جدول أعمال المباحثات، التي سوف يرفضها الوفد الإيراني،وهنا تفضل أمريكا عدم الخروج بأي نتيجة من المفاوضات مع إيران، حتى لاتتورط بتوقيع إتفاق معها يجني منه النظام الإيراني مكاسب سياسية وإقتصادية، وهذا يتقاطع مع رغبات وأهداف الدولة الصهيونية الصليبية العميقة في أمريكا، ويتقاطع مع مخاوف دولة الإحتلال الصهيوني. إيران بحكم تراكم خبراتها السياسية وصراعاتها مع رأس الكفر والطغيان أمريكا، تدرك كل تلك المخططات والتكتيكات وتتعامل معها بذكاء، وتسايرها بحكمة وهي مجهزة لكل خطوة ومايناسبها من تحركات وردود أفعال، وفي ظل ذلك الصراع السياسي والديبلوماسي المحتدم، تضيق الدوائر على الخيارات الأمريكية، أما الوفد الإيراني فهو يمارس مع الأمريكي تكتيكات أشبه ماتكون بلعبة الفأر والقط.
أخيراً نبشر إيران وتقول لها سوف تغرق أمريكا في اليمن ولن تحقق أية أهداف من عدونها على اليمن، الذي قد واجه عدوان التحالف الأمريكي سبع سنوات وهزمه وأفشله، وهو اليوم مصمم على هزيمة وإفشال العدوان الأمريكي الجديد، حتى ولو إستمر لعدة سنوات، مع فارق قدرات وإمكانيات اليمن العسكرية واللوجستية والتكتيكية بين العدوان الأمريكي السابق، وعدوانهم الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار