الرئيسيةالمقالات

صنعاء… عرش السيادة وميزان القرار الحر

صنعاء… عرش السيادة وميزان القرار الحر

بقلم: بشير ربيع علي الصانع

لم يشهد تاريخ اليمن الحديث منعةً وطنيةً وسيادةً مكتملةً كما يشهدها اليوم في ظلِّ قيادةٍ رسمت بوعيها وخياراتها المستقلة خارطةَ المجد من قلب صنعاء. فمن بين ركام التبعية والتجاذبات، ومن وسط عواصف الهيمنة والاستكبار، نهضت اليمن لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ العرب والمسلمين، عنوانه: “السيادة لا تُوهب… بل تُنتزع”.

اليمن اليوم، ليست مجرد دولة ذات علم ونشيد، بل قرارٌ حرٌّ يتربع على عرش الكرامة، وسيادةٌ محروسةٌ بإيمان رجالٍ نذروا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والعرض، فكانت صنعاء القلب النابض لكرامة الأمة، والمنبر الذي صدح بوجه الطغيان الأمريكي والمشروع الصهيوني الغاصب، وقال: لا.

ولم تكن “لا” هذه شعارًا عابرًا، بل موقفًا متجذرًا، تستمد قوتها من هويةٍ إيمانيةٍ متجذرة، ومن مصلحةٍ وطنيةٍ واعية. لقد جمعت اليمن في مسارها الجديد بين الإيمان والوعي، بين الصبر والثبات، بين الرؤية والبصيرة. وأثبتت أن القرار العربي يمكن أن يكون حرًّا، حين تتحرر الإرادة من سطوة السفارات وتجار الدم.

في صنعاء… لا تُباع السيادة في بازار المصالح، ولا يُخضع القرار لمقايضة، بل تُرفع الراية عاليةً شامخة، ويُبنى الموقف على أساس الحق والعدالة، لا على موائد الاسترضاء والتبعية. لهذا لم تعد اليمن في موقع المتلقي، بل في موقع “المبادر والمقرر والفاعل”، تصوغ خطاب الأمة، وتحدد خياراتها، وتلهم الشعوب درب العزة والتحرر.

إننا اليوم أمام تجربةٍ تاريخية، تُعيد تعريف معاني السيادة والانتماء، تجربةٌ تُعلِّم الأمة أن القلاع لا تُحمى بالشعارات الزائفة، بل بالدماء والمواقف والثبات، وأن الاستقلال لا يُنال عبر المساومات، بل عبر كسر القيود ومواجهة الطغاة.

هكذا تتحدث صنعاء… وهكذا تصنع اليمنُ اليوم قرارها الحر ومكانتها الراسخة في قلب معركة الوعي والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار