الرئيسيةالمقالات

 ردٌّ مُبين على مغالطات حسين المؤيد حول شرعية أفعال معاوية ويزيد تجاه آل البيت

 ردٌّ مُبين على مغالطات حسين المؤيد حول شرعية أفعال معاوية ويزيد تجاه آل البيت

بقلم/ عدنان صگر الخليفه

إن تناولنا لمقال حسين المؤيد ينطلق من التمسك بالحقائق الشرعية والتاريخية الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. إن فضل آل بيت النبوة عليهم السلام، وعلى رأسهم علي والحسن والحسين، قد تجلى في نصوص قرآنية وأحاديث نبوية صريحة، مما يستوجب علينا جميعًا محبتهم وتوقيرهم والاعتراف بمنزلتهم العالية التي اختصهم بها الله ورسوله.
إن محاولة تبرير أو التقليل من شأن أفعال معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية في قتالهم ومخالفتهم لعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم، تتعارض بشكل مباشر مع هذه النصوص الشرعية الواضحة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر أشد التحذير من معاداة علي أو قتاله، وفضل الحسن والحسين كسيدي شباب أهل الجنة يجعل إيذاءهما أو قتالهما أمرًا عظيمًا عند الله.
إن تنازل الإمام الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه كان ضرورة اقتضتها الظروف الصعبة وحرصه على حقن دماء المسلمين، ولا يمكن تفسيره بأي حال من الأحوال على أنه تزكية أو إضفاء شرعية على خلافة بدأت بالخروج على الإمام الشرعي. أما فاجعة كربلاء وقتل الحسين رضي الله عنه، فهي جريمة نكراء تحمل يزيد بن معاوية مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، ولا يمكن تبريرها أو التقليل من شأنها.
إن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قد أوضحا لنا طريق الحق وحذرانا من سلوك سبل الضلال. وإن قتال ومخالفة من أوصى بهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخير لهو مخالفة صريحة لأمره ونهيه. وعليه، فإن محاولة إضفاء الرضا الإلهي أو الشرعية على أفعال تتعارض مع هذه الأوامر والتحذيرات هو أمر باطل ومردود.
إن واجبنا كمسلمين هو التمسك بالحقائق كما وردت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبيانها للناس بوضوح وأمانة. وإن فضل آل البيت محفوظ، وعاقبة من خالفهم أو آذاهم وخيمة عند الله.
ختامًا، وبالنظر إلى الظروف الحساسة التي يمر بها العراق، فإن ما ورد في مقالة حسين المؤيد من مغالطات وتشويه للحقائق التاريخية قد يحمل في طياته دوافع خفية تهدف إلى إذكاء نار الفتنة الطائفية وتمزيق وحدة العراقيين. لذا، فإن تبيان الحقائق والتحذير من الانجرار وراء مثل هذه الدعوات المغرضة هو واجب الوقت، حفاظًا على وحدة العراق واستقراره وسلامة أبنائه. ونسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا إلى الحق وأن يجنبنا سبل الضلال والفتن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار