إنما الأمم الأخلاق ما بقيت: حين ينحني العطاء ويتعالى الفراغ في عراق اليوم
بقلم عدنان صگر الخليفه
“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت بقيو هم وإنن ذهبت أخلاقهم ذهبوا”. بهذه الحكمة الخالدة، نتأمل واقع العراق. ففي خضم التحديات، يظل السؤال الأخلاقي هو الأساس. هل ما زالت القيم تحمي مستقبلنا؟
يذكرنا بيت الشعر: “ملئ السنابل تنحني بتواضعاً والفارغات رؤوسهن شموخ” بصراع الجوهر والمظهر في مجتمعنا.
الأخلاق هي أساس الأمم. وتراجعها في سياسة العراق أدى إلى فساد وتآكل الثقة. وفي هذا السياق، نرى “سنابل ممتلئة” قليلة تعمل بتواضع، و”فارغات” كثيرة تتباهى بلا إنجاز. هذا التناقض يظهر في خطابات فارغة وتشبث بالسلطة دون خدمة حقيقية. القادة الحقيقيون متواضعون، أما المتكبرون فيكشفون خواءهم.
هذا لا يقتصر على السياسة، بل يمتد للمجتمع. قليلون متواضعون بعلمهم، وكثيرون متغطرسون بلا سند. التقدير لمن يعطي بتواضع.
نهضة العراق تتطلب صحوة أخلاقية. نحتاج قادة نزيهين ومتواضعين، ومجتمعاً يقدر العمل ويتجنب الغرور. فلنتعلم من الطبيعة: المثمر متواضع، والفارغ متكبر. الأخلاق والتواضع هما طريقنا لمستقبل أفضل، ليعود العراق قوياً بعطائه لا بشموخ فارغ.
زر الذهاب إلى الأعلى