الولايات المتحدة وإسرائيل: تحالف استراتيجي بتداعيات إقليمية
بقلم/ عدنان صگر الخليفه
لطالما شكلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية محوراً أساسياً في السياسة الخارجية الأمريكية، ومحدداً رئيسياً للديناميكيات الإقليمية في الشرق الأوسط. هذا التحالف الاستراتيجي، الذي يرتكز على قيم مشتركة ومصالح أمنية متبادلة، منح إسرائيل شعوراً بالحصانة في كثير من الأحيان، وشجعها على تبني سياسات قد لا تحظى بقبول دولي واسع.
الدعم الأمريكي غير المشروط، والذي يتجلى في المساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية، لعب دوراً حاسماً في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية، وتوفير مظلة حماية لها في المحافل الدولية. هذا الدعم مكن إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية وسياسية قد تكون استفزازية، مع ضمان حماية الولايات المتحدة لها من أي عواقب وخيمة.
الردود الدولية المحدودة على تصرفات إسرائيل، والتي غالباً ما تعزى إلى الدعم الأمريكي القوي، شجعت إسرائيل على التصرف بحرية أكبر، مع العلم أن العواقب ستكون محدودة. هذا الواقع أدى إلى ترسيخ صورة الولايات المتحدة كـ “مظلة حماية” لإسرائيل، مما يمنع ردود الفعل الدولية القوية.
تلعب الولايات المتحدة دور “مظلة الحماية” لإسرائيل، مما يمنع ردود الفعل الدولية القوية. هذا الدور يسمح لإسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية وسياسية قد تكون استفزازية، دون خوف من عواقب وخيمة. في بعض الأحيان، قد تفضل الولايات المتحدة السماح لإسرائيل بتنفيذ بعض العمليات، لتجنب المواجهة المباشرة مع خصومها، وتحقيق أهدافها في المنطقة بأقل قدر من المخاطر.
هذا التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل له تداعيات إقليمية واسعة، حيث يرى البعض أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يشجعها على تبني سياسات توسعية، ويعيق جهود السلام في المنطقة. كما يرى البعض الآخر أن هذا الدعم ضروري لضمان أمن إسرائيل في منطقة مضطربة.
في النهاية، العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هي علاقات معقدة ومتعددة الأوجه، وتأثيرها على الديناميكيات الإقليمية لا يمكن إنكاره. فهم هذه العلاقات يتطلب تحليلاً دقيقاً للمصالح المتبادلة، والتحديات الأمنية المشتركة، والتداعيات الإقليمية المحتملة.
عدنان صگر الخليفه
تجمع اهل العراق
زر الذهاب إلى الأعلى