قرار ترامب الجمركي إعلان حرب اقتصادية بوجه شيطاني
بقلم: د. محمد حسن الرقيمي
قرار الرئيس الأمريكي اللعين دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مماثلة لتلك التي تفرضها الدول الأخرى على الولايات المتحدة ليس مجرد سياسة تجارية، بل هو إعلان حرب اقتصادية شاملة تكشف الوجه الشيطاني لمشروع أمريكا أولاً وتكشف جوهر العقلية الاستعمارية الجديدة التي يحاول بها ترامب إعادة رسم ملامح النظام الاقتصادي العالمي وفقاً لمصالح واشنطن فقط.
ترامب لم يكتفِ بالخطاب الشعبوي، بل صعّد قراراته إلى حد التهديد العلني للاقتصاد العالمي، تحت شعار استقلال اقتصادي، بينما الحقيقة أنه يسعى لاحتكار السوق العالمي وتدمير الصناعات المنافسة. الهدف الأساسي من هذه الرسوم ليس حماية الاقتصاد الأمريكي، بل فرض الهيمنة بالقوة، وابتزاز الدول اقتصاديًا، وتصفية الشركات والمصانع المنافسة في أوروبا وآسيا، وخلق أزمة تضخم عالمي تستفيد منها المؤسسات المالية الأمريكية الكبرى.
ردود الفعل الدولية جاءت سريعة وواضحة، ففرنسا أكدت أن هذه الرسوم ستقود إلى ركود اقتصادي، وصندوق النقد الدولي وصفها بالخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي، وكندا اعتبرتها مأساة اقتصادية، فيما الصين ردت بإجراءات مماثلة، ما ينبئ بحرب تجارية مدمرة ستكون نتائجها كارثية على الأسواق والطبقات المتوسطة حول العالم.
المفارقة أن ترامب يزعم أن هذا القرار سيخفض الأسعار ويعيد المصانع والوظائف إلى أمريكا، بينما الواقع أن الأسعار ارتفعت، والدولار تراجع، والنفط والذهب تأثرا سلبًا، ما يؤكد أن هذا القرار محض خدعة سياسية تستهدف كسب الداخل الأمريكي انتخابيًا، على حساب استقرار العالم اقتصاديًا.
في خلاصة نحلل ان قرار ترامب ليس إصلاحًا اقتصاديًا، بل خطوة نحو نظام عالمي جديد تقوده أمريكا بالضغط والابتزاز، ومن هنا ينبغي على الشعوب الحرة أن تتكاتف لمواجهة هذا المشروع الاستعماري الحديث، الذي يتخفى خلف شعارات “العظمة”، لكنه يزرع الفوضى والدمار الاقتصادي.
مع تحياتي
د. محمد حسن الرقيمي
أمين عام مؤسسة الاتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب
زر الذهاب إلى الأعلى