كل العالم عيد سعيد.. إلا غزة عيد شهيد
بقلم✍🏻 د. محمد حسن الرقيمي
يحل عيد الفطر هذا العام، فتُضاء المدن بالفرح، وترتدي الشعوب أثواب البهجة، بينما تُخيم المأساة على غزة، حيث لا عيد ولا فرح، بل دماء وأشلاء وركام. في الوقت الذي تملأ فيه ضحكات الأطفال شوارع العالم الإسلامي، هناك في غزة أطفال يرتدون الأكفان بدلاً من الثياب الجديدة، وأمهات يستقبلن العيد بالبكاء على فلذات أكبادهن الذين مزقتهم صواريخ العدو الصهيوني الغاشم.
غزة لا تعرف طعم العيد، فقد حُرمت من زينتها، وبدلاً من موائد الفرح، هناك موائد عزاء، وبدلاً من تكبيرات العيد في المساجد، تدوي أصوات القصف والتدمير. في حين يتبادل المسلمون التهاني والتبريكات، يتبادل أهل غزة التعازي والدموع، يودعون أحباءهم تحت أنقاض البيوت التي هدمها العدوان الصهيوني الأمريكي الوحشي.
وفي ظل هذا الظلم والخذلان، وقف العالم صامتًا، لا يرى ولا يسمع، وكأن غزة ليست جزءًا من الأمة الإسلامية، وكأن دماء أطفالها لا تستحق الغضب. إلا أن هناك شعبًا واحدًا لم يصمت، ولم يرضَ بهذا الظلم، شعبًا أصيلًا لم يبع قضيته ولم يخضع لترهيب المحتلين.. إنه الشعب اليمني، الذي وقف بشجاعة وإيمان إلى جانب غزة، ورفض أن يكون متفرجًا على هذه المجازر.
اليمن، رغم جراحه وحصاره، لم يتوانَ عن الرد، فقد أطلق صواريخه الباليستية ومسيراته نحو قلب الكيان الصهيوني، وأغرق سفن العدو في البحر الأحمر، ليؤكد أن غزة ليست وحدها، وأن فلسطين لن تسقط بيد الاحتلال ما دام في الأمة رجال يأبون الذل والخنوع. لقد أظهرت اليمن للعالم هشاشة أمريكا وإسرائيل، وأكدت أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والإيمان، لا في الأساطيل والقنابل.
إن غزة اليوم ليست وحدها، فهناك من يناصرها ويدافع عنها، هناك من يقدم التضحيات ليكسر شوكة الاحتلال، ويعيد الهيبة للأمة. فمهما طال العدوان،
وعيد غزة اليوم عيد مختلفًا، لكنه عيد المقاومة والصمود.. عيد من يحملون أرواحهم فداءً للقدس، عيد من يواجهون الموت بكرامة وعزة، وسيبقى اليمن، رغم كل الظروف، السند والدرع الحامي لفلسطين، حتى يأتي يوم العيد الحقيقي.. يوم النصر والتحرير وستبقى غزة رمز الصمود، وستبقى اليمن سيف الحق في وجه الطغيان، حتى يتحقق الوعد الإلهي، وتتحرر فلسطين من دنس الصهاينة، ويعود العيد سعيدًا لكل المسلمين، في غزة والقدس وكل أرجاء الأمة.
مع تحيات
د. محمد حسن الرقيمي
أمين عام مؤسسة الإتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب
زر الذهاب إلى الأعلى