المقالات

ستار من دخان: قراءة في تنصل إيران من الحوثيين، حقائق أم تكتيكات؟

ستار من دخان: قراءة في تنصل إيران من الحوثيين، حقائق أم تكتيكات؟

بقلم/ عدنان صگر الخليفه

في خضم التوترات المتصاعدة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً مع تزايد حدة التهديدات الأمريكية، برزت إلى السطح تصريحات إيرانية تثير الكثير من التساؤلات. هذه التصريحات، التي تنفي بشكل قاطع وجود أي علاقة تبعية أو توجيه مباشر لجماعة الحوثي في اليمن، جاءت في توقيت بالغ الحساسية، مما أثار حفيظة المحللين والمراقبين حول طبيعة العلاقة المعقدة التي تربط بين طهران والحوثيين، وحول الاستراتيجية الإيرانية المتبعة في المنطقة. هل نحن أمام تنصل حقيقي، أم مجرد تكتيك مرحلي يهدف إلى تخفيف الضغوط المتزايدة على إيران؟
لطالما اعتمدت إيران على استراتيجية الإنكار في علاقاتها مع الجماعات المسلحة في المنطقة، متجنبةً تحميل نفسها مسؤولية مباشرة عن أي أعمال عدائية. هذا النهج، الذي يتجلى في تفضيل مصطلحات مثل “حركات مقاومة” بدلاً من “وكلاء”، يعكس محاولة إضفاء طابع “النضال” على دعمها، وتجنب الاعتراف بالتبعية المباشرة. هذا ليس بجديد على السياسة الإيرانية، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على مصالحها مع تقليل المخاطر المحتملة.
الإعلام الإيراني يلعب دوراً محورياً في ترويج الرواية الرسمية، وتشويه الحقائق. تصريحات النفي يتم تضخيمها إعلامياً، بينما يتم التعتيم على الأدلة التي تثبت الدعم الإيراني للحوثيين. هنا، يكمن التحدي أمام الإعلام الدولي، الذي يجب عليه توخي الحذر الشديد عند التعامل مع هذه التصريحات، وتجنب الوقوع في فخ الترويج لروايات مضللة.
العلاقة بين إيران والحوثيين تتجاوز مجرد الدعم المادي، لتشمل الدعم العسكري والسياسي والإعلامي. ومع ذلك، تحرص إيران على إبقاء هذه العلاقة ضمن نطاق “الدعم” وليس “التبعية”، لتجنب التبعات القانونية والسياسية المحتملة. إن تهديدات ترامب الأخيرة زادت من الضغوط على إيران، مما دفعها لتكثيف جهود التنصل. إيران بارعة في تغيير قواعد اللعبة بما يتناسب مع مصالحها، والتنصل من الحوثيين قد يكون جزءاً من هذه الاستراتيجية، يهدف إلى كسب الوقت أو تحقيق مكاسب أخرى. هذا التكتيك يعكس براغماتية إيران في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية.
في هذا السياق، تبرز أهمية الاستماع إلى شهادات ومقابلات مع محللين سياسيين متخصصين في الشأن الإيراني واليمني، لفهم أبعاد هذه العلاقة المعقدة. كما أن مقابلات مع إعلاميين متخصصين في تغطية أخبار المنطقة تسلط الضوء على التلاعب الإعلامي. شهادات من مصادر مطلعة على طبيعة العلاقة بين إيران والحوثيين تضيف بعداً آخر للتحليل.
في الختام، يثير التنصل الإيراني من الحوثيين شكوكاً حول مصداقيتها. إيران تستخدم استراتيجيات معقدة لتحقيق أهدافها، والتنصل قد يكون مجرد تكتيك مرحلي. على المجتمع الدولي والإعلام أن يكونا يقظين، وأن يتعاملا مع هذه القضية بحذر شديد.

عدنان صگر الخليفه
تجمع اهل العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار