زيارة دلشاد بارزاني للسفارة الإسرائيلية في برلين: جدل التطبيع وتداعياته على مستقبل كردستان
بقلم/ عدنان صگر الخليفه
أثار تصريح النائب غالب محمد، العضو البارز في حركة التغيير الكردستانية والمعارض الشرس للحزب الديمقراطي الكردستاني، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية والكردستانية. فقد كشف محمد عن زيارة دلشاد بارزاني، شقيق مسعود بارزاني، للسفارة الإسرائيلية في برلين، مما أثار تساؤلات حول طبيعة هذه الزيارة وتوقيتها، خاصة في ظل قانون تجريم التطبيع الذي أقره البرلمان العراقي. يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه العراق توترات سياسية كبيرة، خاصة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان. فقانون تجريم التطبيع الذي أقره البرلمان العراقي يثير تساؤلات حول مدى تطبيقه في إقليم كردستان، الذي يتمتع بوضع قانوني خاص داخل العراق. فهل تخضع حكومة إقليم كردستان لهذا القانون؟ وما هي التداعيات المحتملة لعدم تطبيقه؟ لا يمكن تجاهل الأبعاد السياسية لهذا التصريح، خاصة في ظل التنافس الشديد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. فمن المحتمل أن يستغل الاتحاد الوطني الكردستاني هذا التصريح لإضعاف موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وكسب تأييد شعبي. كما يمكن لحكومة بغداد، المتمثلة في الإطار التنسيقي، استغلال هذا التصريح لزيادة نفوذها في إقليم كردستان. يجب التعامل مع تصريحات غالب محمد بحذر، مع الأخذ في الاعتبار خلفيته السياسية المعارضة للحزب الديمقراطي الكردستاني. فمن المحتمل أن يكون لتصريحاته دوافع سياسية، مثل إضعاف موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني أو كسب تأييد شعبي. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أهمية هذه التصريحات، خاصة في ظل حساسية موضوع التطبيع مع إسرائيل في الرأي العام العراقي والكردستاني. قد يكون لزيارة دلشاد بارزاني للسفارة الإسرائيلية في برلين تداعيات كبيرة على العلاقات بين إقليم كردستان والدول العربية والإسلامية. كما قد تؤدي إلى زيادة التوترات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان. ومن المهم متابعة ردود الفعل المحتملة من القوى السياسية المختلفة في العراق وإقليم كردستان. في ظل هذه التطورات، من الضروري أن تقدم حكومة إقليم كردستان توضيحات حول طبيعة زيارة دلشاد بارزاني للسفارة الإسرائيلية في برلين. فالشفافية والمصداقية هما أساس بناء الثقة بين الحكومة والشعب. ومن المهم أن يتعامل جميع الأطراف السياسية مع هذا الموضوع بحكمة ومسؤولية، لتجنب أي تصعيد قد يؤثر على استقرار إقليم كردستان والعراق.
عدنان صگر الخليفه
تجمع اهل العراق
زر الذهاب إلى الأعلى