المقالات

شهيدي في الذكرى الثالثة لاستشهاده

شهيدي في الذكرى الثالثة لاستشهاده

أشواق مهدي دومان

صائما كان ( يومها )و هو يواجه مرتزقة الأمريكي و الإسرائيلي من اليمنيين و الجانجويد ،
لقد أفلح يومها ( كباقي أيامه) في ضرباته و حصده ، و أفلح و أفلح ،
هو فتى السابعة عشر عاما إلا عشرين يوما ، و في يوم تطهير حرض عام ٢٠٢٢ قاتل جهده ، و كأنه في دقائق معدودة قد غفا غفوة رأى فيها رجلا عملاقا يريه واديين قمة في الجمال و الاخضرار ، و قال له : هذان الواديان لك يا زكرياء، و هناك خيمة اذهب إليها و انظر مافيها، فذهب و إذا بحسناء جالسة ومائدة ممّا لذّ وطاب من الأكل و الشرب الذي لا يحصى ، و أما الحسناء فعادت و التفتت إليه بطمأنينة و ابتسامة ، و قالت : ” زكرياء .. اليوم عنفطر جمعة ” .
قام من غفوته و أخبر أصدقاءه برؤياه، و ما جاء وقت المغرب إلا و قد أخذته حوريته و رحلت به إلى فردوسه تحتفل به مع من سبقه من الشهداء ،
لقد رحلت به إلى السماء حيث لاخوف و لا حزن .

نعم استشهد حبيب الروح زكريا محمد مهدي دومان في يوم ٢٧ / فبراير/ ٢٠٢٢ ، و هناك ضجّت مواقع التواصل لمرتزقة العدوان بالخبر..
لقد فرحوا فرحا كبيرا باستشهاده حتى تداولت خبر استشهاده قنواتهم الفضائية ، و هنا أقول لهم :
نعم لقد استشهد زكرياء ، و لكن تلك كانت أمنيته التي ترك لأجلها دراسته وكان الطالب المثالي المتفوق الألمعي،
زكرياء الذي في كل مرة يعود فيها من الجبهة يأتي إلى أمه يطلبها الرضا ، فيقول : إرضي عني ( أماه ) ؛ فقد استشهد رفاقي و أنا للآن لم أستشهد .. بينما كانت أمه في كل مرة تتهرب ، و لكن قبيل استشهاده بأسبوع جاءنا زائرا بوجه كفلقة القمر ، و سلّم علينا ثم عاد إلى أمه يلحّ عليها في حديث يفقهانه بأن ترضى عنه حيث و معنى رضاها هو أن تتقبل و ترضى بأن سينال مبتغاه و هي الشهادة ،
قال لها في آخر لقاء بينهما : أرضي عني يا أمي ، فقالت مشفقة إلحاحه : ” الله يرضى عليك ” ، و مضى فرحا و لا ندري أن رضاها كان من رضا الله..
نعم : لقد رضي الله عنه فأكرمه و راضاه بأن استضافه حيا يرزق مؤمنا بقول ربه ( تعالى ) : ” و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ” .

أشواق مهدي دومان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار