المقالات
من بركات الثورة القرآنية… (حصاد النصر )

من بركات الثورة القرآنية… (حصاد النصر )
✍ عبدالإله عبد القادر الجنيد
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولاً منهم وأنزل عليه الكتاب ولم يجعل له عوجاً ليتلو عليهم آيات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة بلسان عربي مبين وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين فاهتدى منهم من اهتدى إلى صراط الله المستقيم وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله رب العالمين وضل منهم من ضل عن بينة فقالوا لرسول ربهم إنما أنت شاعر أو ساحر كذاب وبشر مثلنا وما أنزل الله من شيء إن هذا إلا سحر مبين وأساطير الأولين وإن المكذبين ومعهم المنافقين في قرار الجحيم فسحقاً لأصحاب السعير.
فأزهق الله الباطل وأحق الحق بكلماته ولو كره الكافرون وجاء نصر الله والفتح المبين فاصطفى الله – سبحانه وتعالى – من عباده من شاء من أهل بيت نبيه الكريم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ليكونوا القادة إلى سبيله فجعلهم حلفاء وقرناء وحملة القرآن العظيم وأورثهم الكتاب فانقسموا بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات فانبرى السابقون بالخيرات يسيرون بالناس بالحق ويهدونهم إلى صراط الله المستقيم ويُعِدُّون ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل ليرهبون به عدو الله وعدونا ويجاهدون الكفار والمشركين والمنافقين والطغاة والمستكبرين.
وساروا بالناس سيرة رسول الله والأنبياء والمرسلين، وعلي المرتضى أمير المؤمنين وإمام المتقين، وسيدي شباب أهل الجنة، قاما أو قعدا الحسن والحسين وزين العابدين والولي بن الولي زيد، من كان للقرآن خير حليف وقرين، ومن بعدهم أعلام الهدى من آل بيت النبي الطيبين الأخيار الطاهرين، وصولاً إلى مولانا وسيدنا ومؤسس مسيرتنا القرآنية القائد الشهيد الحسين بن بدر الدين، صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي زمن كنا فيه نُساق سوق البعير من حكام وسلاطين الجور والظالمين، بتوجيهات الشيطان الأكبر والماسونية الصهيونية، أعداء الله ورسوله وأوليائه وكافة المؤمنين إلى هاوية سحيقة من الغواية والضلالة والفساد المبين، فكنا كل يوم نزداد بعداً عن مسار القرآن والدين.
وما كنا من أهل الغواية والضلالة، بل كنا بديننا وإسلامنا متمسكين، ولكن ابتعادنا عن أعلام الهدى وآيات الله المحكمات في القرآن الكريم وتشبثنا بالمذهبية والأفكار المنغلقة كنا منخدعين.
ولولا فضل الله ورحمته علينا أن بعث فينا وليًا من أوليائه وصفيًا من أصفيائه وعلمًا من أعلام الهدى ومصباحًا من مصابيح الدجى ووارثًا للقرآن وخير قرنائه لكنا من الهالكين.
فنادى المؤمنين نداء المحب الصادق الحريص على أبناء أمة جده رسول الله أجمعين ‘أنْ أجيبوا داعي الله يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم’، فاستجيبوا لله ورسوله إن كنتم مؤمنين، وإن هذا لهو الحق الذي فيه سعادتكم وفوزكم في الدارين.
ومن عظيم فضل الله ومنِّه وكرمه ولطفه ورأفته بنا وحنانه علينا أنْ دلنا عليه واستنقذنا وعصمنا ورفعنا وشرفنا به، وأنار قلوبنا وأرانا الحق حقًا ورزقنا اتباعه، فسمعنا الهدى الذي صدح به، فكان القرآن ينبوعه والإسلام مشروعه ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله هم أسوته والقدوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، واليهود والنصارى أعداء هم أعداؤه وفلسطين القضية بوصلة جهاده والجهاد في سبيل الله لتحرير المقدسات طريقته ووسيلته والصرخة في وجه المستكبرين شعاره، فلا مذهبية ولا طائفية في فكره ومنهجيته ومدرسته، ولأن الحق سبيله لحقنا بركب الهداية مصدقين وللحق عاشقين وانطلقنا تحت لوائه مجاهدين.
بيد أن طغاة الأرض والمستكبرين ومن خلفهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون كانوا للحق كارهين، ولكلمة الله محاربين، وعن كتاب الله معرضين.
فلما علموا ببزوغ فجر الأمة وسطوع نور الحق ببهائه، ورفع المؤمنون شعار الحق فاهتزت عروشهم بصرختهم المجلجلة في الخافقين: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
ويومئذ أوجس المستكبرون خيفة من الأنصار، وأقبل بعضهم على بعضٍ يتآمرون، ولإسكات صوت الحق يخططون، فأجمعوا أمرهم بينهم على الخلاص من الحسين، ففضح الله أمرهم وكشف الأنصار زيف باطلهم، وأفشل الله مخططاتهم، وأركسهم على رؤوسهم، فأرادوا به كيدًا، فجعلهم الله الأسفلين.
وأحاطوا به ليقتلوه، فكان الله من ورائهم محيطًا، فقضى نحبه ونال الشهادة، وهي من الله لأوليائه أعلى وسام، من بعد إنجاز مهمته وإبلاغ مشروع القرآن.
فهزموا بإذن الله بعجزهم عن إطفاء نور الله وإخماد وهج المسار القرآني والحق الذي جاء به، وتغلغل في أعماق قلوب وأفئدة الرعيل الأول الذين استشعروا مسؤوليتهم في مواصلة التحرك على المسار.
وهنالك هيأ الله علمًا من أعلام الهدى، وقائدًا ربانيًا لحمل راية الحق وقيادة المشروع والمضي قدمًا بالمسيرة، وتسلم الراية بجدارة واقتدار من بعده أخوه ولي الله القائم بالحق، وعلم الهدى سيدي ومولاي المنصور بالله القائد الهمام السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي عليهم من الله السلام.
فأورثه الله الأرض التي يورثها من يشاء من عباده الصالحين، وقام بالحق وانطلق بالمشروع متوكلاً على الله مستعينًا به، فأعاد الشعب اليمني إلى هويته الإيمانية وبعث فيهم الحكمة التي هي سمتهم، وأعلن ثورة زراعية ونهضة تنموية وصناعية للاكتفاء الذاتي وبناء القوات المسلحة وإنتاج وتطوير الصناعات العسكرية لحماية السيادة اليمنية وإفشال مخططات الأعداء كافة، بما في ذلك الحصار المفروض على بلادنا بالاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية.
وقد تم الإعلان مؤخرًا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق.
ثم أمده الله بالتأييد والتمكين والغلبة والنصر على أعداء الله وأعداء الأمة.
ولما كانت القضية الفلسطينية من أولويات المشروع القرآني، وقضية القضايا، المركزية للأمة، ومحور الصراع الأبدي بين الحق والباطل، كان اليمن في مقدمة المؤمنين الصادقين الأخيار والمجاهدين الأحرار الذين وقفوا شعبيًا ورسمياً مع قيادتهم الثورية وقواتهم المسلحة جهادًا في سبيل الله ونصرة للمظلومين، إلى جانب المجاهدين الأبطال في غزة بالدعم والإنفاق المالي والإسناد العسكري غير المحدود بكل الإمكانيات المتاحة والممكنة.
وبذلك أصبح اليمن بفضل الله القوة الضاربة والعصية على الإنكسار في المنطقة والإقليم، وأضحى اليمن شريكًا أساسيًا في معركة طوفان الأقصى وتحقيق النصر الإلهي لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ولن يتوقف اليمن عن تقديم كامل الدعم والإسناد للإخوة الفلسطينيين حتى تحرير كل شبر من أرض فلسطين وطرد المحتل وعودة الحق للفلسطينيين بإذن الله.
لقد فرض الدعم والإسناد العسكري اليمني معادلات جديدة وتحولات إقليمية ودولية كبرى، تجلت بإحكام السيطرة على الممرات المائية وفرض حصار بحري كامل على الكيان الغاصب ومن يقف إلى جانبه دون استثناء، وما نجم عنه من صراخ وعويل العدو الإسرائيلي الغاصب من الحصار وعمليات الإسناد اليمنية باستهداف وقصف أهداف حساسة للعدو في الأراضي المحتلة، والعجز الأمريكي البريطاني الكامل عن ردع اليمن ووقف عمليات الإسناد، والاعترافات الأمريكية خير شاهد على ذلك العجز والفشل والهزيمة الأمريكية الذريع في كسر حصار البحرين الأحمر والعربي على الكيان الغاصب.
ولعل ما نجم عن ذلك مؤخرًا من مواقف شجاعة للدول المتضررة من الطغيان الأمريكي تُعد انعكاسات طبيعية لهزيمة الطاغوت الأمريكي أمام اليمن.
ومن أهم المواقف الرافضة للهيمنة الأمريكية رفض رئيس دولة بنما للهيمنة الأمريكية على قناة بنما واستنفار الدانمرك للدفاع عن جزرها التي يحاول الشيطان الأمريكي الاستحواذ عليها والتهامها، وكذلك رفض الاتحاد الأوروبي الخجول لسياسات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات الاتحاد.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الشيطان الأمريكي لم يدرك مخاطر وعواقب الاستمرار في العدوان على اليمن، فعمدت الإدارة الأمريكية مؤخرًا إلى تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية عالمية خاصة، وفرض عقوبات اقتصادية على إثر ذلك.
والحقيقة أن الإدارة الأمريكية بهذا القرار إنما تستهدف الشعب اليمني بأكمله، والمؤكد أنها لم تلجأ لاتخاذ هذا القرار إلا نتيجة للإسناد اليمني لأبناء فلسطين، وتم استصداره ثأرًا لإسرائيل، وتعويضًا للهزيمة والفشل الصهيوني الأمريكي في تحقيق أي نصر على اليمن،
الجدير بالذكر أن لدى اليمن من الأوراق القوية ما يمكنها من قلب الطاولة على الأعداء وإجبار الأمريكي على الخضوع للإرادة اليمنية في حال تمادى العدو الأمريكي في عدوانه والإصرار على قراره الغبي وعقوباته التي سيُفشل اليمنيون بعون الله وحكمة القيادة الربانية كل مخططات الأعداء وقراراتهم مهما كانت.
وعلى العدو الصهيوني ومعه الشيطان الأكبر إدراك حقيقة أن الشعب اليمني الذي اتخذ المواقف المشرفة في إسناد ودعم الأحرار في غزة، ونال الفضل العظيم من الله صار أكثر وعياً، ومن المحال أن يفرط أو يتنازل عن المقام الذي بلغه بين الأمم، لا سيما وقد تكشفت له الحقائق الناصعة والجلية التي تؤكد أن اليمن لا يستهدف من العدو الأمريكي والصهيوني والغرب الكافر إلا لأنه يقف مع القضية الفلسطينية، ويأبى الذل والهوان والتطبيع، ولن ينخدع بمغالطات المرتزقة والعملاء والمنافقين والشيطان الأكبر.
وعليه أن يفكر مليًا قبل أن يقدم على شن أي عدوان على اليمن مجددًا، لأنه سيدفع أثمانًا باهظة حينها.
إن هذا المستوى الكبير الذي وصل إليه اليمن بفضل الله الأعلى، ما هو إلا ثمرة من ثمار الثورة القرآنية المباركة للشهيد القائد المؤسس الحسين بن بدر الدين الحوثي رحمة الله نغشاه وسلام الله عليه، والمُضي عليه من السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه استكمالًا للمسار بعزم وثبات، إيمانًا ويقينًا وثقة مطلقة بصدق وعود الله لعباده السائرين على المنهج والرؤية الربانية التي أثبت الواقع صوابيتها، وكانت النتجة الحتمية ذلك النصر الإلهي والتمكين الذي يُعتبر من أهم بركات المسيرة القرآنية التي ارتضاها الله لعباده الصالحين. فجزى
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم، والعاقبة للمتقين.
* والحمد لله رب العاامين. *…
••••••••••▪︎
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام