المقالات

معمارية الوصول الى “حماس” و”الثورة الإسلامية” والعمل المشترك الدائم..!

معمارية الوصول الى “حماس” و”الثورة الإسلامية” والعمل المشترك الدائم..!

عمار محمد طيب العراقي 

منذ الساعات الأولى لرحيل المبشر النذير رسول رب العالمين، كنا فريقين، وكنا سنة وشيعة، نقرأ معارفنا ومثاباتنا، وفقا لفهمنا لقصة التبشير الكبرى، مثاباتها الثابتة فينا، لكننا بفينا متيقنين أن الإسلام هو الإسلام، وأن أفتراقنا الظاهر هو خير للأمة وليس فناء، وأن بحثنا الدائم عن تفسيرات للأحداث الجارية، سيقودنا الى أن نتلمس الحق بأيدينا، فنزداد تمسكا بتلابيبه..لذلك قإن الآخر المسلم يبقى مسلما، محترم الرؤية والعقيدة..
هذه الرؤية الحضارية متقدمة، تفتح لنا ابواب البفاء على عقيدتنا، وتجعلنا نسير ومعنا من خالفنا في التفاصيل، الى نقطة الإلتقاء الدائمة..محمد رسول الله والذين معه..اشداء على الكفار رحماء بينهم..
تمسكنا بثوابت الإسلام شيعيا وسنيا، يقودنا الى أن الإسلام قوي بها وإن افترقنا، لأن الإفتراق باب للوصول الى الثوابت المنجية على الأصول، وصولا الى الفروع.
منهجنا الثابت أننا نبحث عن ثوابتنا، ولن ندعها تبحث عنا، وبحثنا منوط بالإيمان بالحق السليم، فهو المدار للوحدة الشاملة، ويضم ذلك المسائل الاعتقادية، التي لم يختلف فيها أحد من المسلمين، سواء تلك التي وردت في الكتاب أو السنة، ولم يكن عليه خلاف في فهمه، أما ما اختلف المجتهدون في فهمه؛ فتلك مسائل لا يجوز أن تكون سبباً للتفرقة والنزاع.
الأمة أجتمعت طوعا ورغبة، على كثير من عقائدها، وخصوصا تلك المسائل المهمة في الفقه، لكن آفة التعصب وعدم تقدير المهمات، وعدم الاهتمام بوحدة الأمة؛ تجعلنا نجد من يثير المسائل الخلافية، فجهل كثير منا بمسائل الاتفاق، والتمسك بالخلاف، يجعل الأمر مختلطا علينا، وهذا سبب جاهز بالحقد والغل والفرقة.
نحن نعرف الحق كمعرفة الضياء، ولو أن العلماء لم يتحدثوا إلا في مسائل الاتفاق؛ لأتفقنا قبل رؤيتهم، ولكن كثرة ترديد تلك المسائل، أوقع كثير منا في مشكلات كان هو في غنى عنها.
منذ قرون ونحن نعيش عصر الجاهلية “التقدمية”..التي هيمنت طويلاً على مصير العالم، وبسبب فهمنا الموضوعي لعوامل تفرقنا، بدأت الجاهلية اليوم بالانهيار؛ ليس لأنها متناقضى مع نفسها، بل لسلبياتها، وافلاسها وافتقارها الى مبررات الاستمرار..وكل الشعارات والادعاءات التي حملتها، وتسترت وراءها، افتضحت وانكشف زيفها؛ وأصبحت عارية؛ واثبتت ايّا كان معسكرها، انها وسيلة شرسة، لتدمير واستغلال واستضعاف الشعوب.
الادلة متسارعة على عقم الجاهلية الحديثة، والحرب المستعرة التي تشنها أمريكا، ضد كثير من شعوب العالم، تجعل البصيرة بين أيدينا، ولا نحتاج الى مزيد من الذكاء، كي نكتشف ان جميع التبريرات، التي تحرك الطابور الأمريكي، بفرضها تلك الحروب الظالمة على المستضعفين..واهية باطلة، بل أقبح من الجريمة ذاتها.
ان انتظارنا الوحيد كمسلمين مؤمنين بالقرآن الكريم، وبصدق الباريء عندما يقول: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، يتوجه الى النتاج الإسلامي الكبير، والمنهج الرسالي التوحيدي، والى انبعاث الأمة الإسلامية من جديد..الأمة التي يقول عنها البارئ عز وجل: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ .
دعونا نتذكر دائما، أن أول مظهر من مظاهر الصراع، كان مقتل هابيل على يد أخيه قابيل، ومنذ ذلك الحين، استمرت المعارك الدامية حيناً، والباردة أحياناً أخرى..!
لو تعمقنا، لوجدنا أن مشكلة الصراعات، تمثل اخطر معضلة تواجه البشرية، صداع متكامل في الإعلام المعرفي والعام، يجعلنا نكتشف مدى عمق هذه المأساة.
أن نصف كتاب الله الحكيم، يعالج بوضوح تام، هذه المشكلة الحادة، وكلما أقتربنا من روح القرآن، وجوهر آياته، استطعنا ان نكون بمنجى عن هذا الداء العضال..داء الصراع بين بني آدم.
من اجل إقرار الوحدة بين افراد المجتمع ثمة ثلاث نظريات :
الأولى ـ ان الوحدة لابد ان تقوم بالقوة، ومن خلال الدكتاتورية، التي تضللها سحابة من التضليل الإعلامي، وهذه هي النظرية الفاشية والشيوعية.
الثانية ـ ان الوحدة لا يمكن أن تقوم إلا على أساس الثروة المدعومة بالإعلام، وهي التي تحل مشاكل البشرية، والتي تهيمن على الطاقات وتوحدها، والنظام الرأسمالي الذي يؤمن بهذه النظرية، يطرح شعاراًت ان العالم يخضع للرأسمال، وفي اي موقع؛ يكون الإنسان “أخا” للإنسان، ويشكلون معا، شبكة واسعة من المؤسسات التجارية والصناعية والمالية، و يؤسسون “الدولة” التي توحد الأمة.
أي أن الإنسان الغربي يعني من الوحدة، وحدة الرأسمال، والقوى التي تمتص الجهود، وتقوم شبكاتها على المال، وهذه الشبكات تصبغ بالإعلام الظاهر، في حين ان الثروة تمثل حقيقة هذه الوحدة.
أما الثالثة، فهي النظرية الإسلامية التي تقوم على أساس ان الوحدة، لا يمكن ان تبنى على أساس المال والقوة والإعلام، بل على اساس العقل مضافا الى الوحي.
تلك هي معمارية وحدتنا..وحدة الأمة الإسلامة..وتلك هي المعمارية التي قادتنا؛ الى أن نعمل مع حماس..كتفا الى كتف وجندي الى جندي وسلاح الى سلاح..
شكرا
16/1/2026

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار